المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
مشاركة [ 1 ] | ||||
|
||||
|
ثلج «فاريا» يستقبل رواد التزلج في لبنان وسط أجواء ربيعية موشحة بالعواصف العابرة الموسم الشتوي في ذروته رغم أنف الطبيعة المتقلبة تعتبر فاريا من اجمل المناطق الريفية في لبنان وعنوان محبي التزلج والرياضات الشتوية فاريا مرتدية رداءها الأبيض الذي يزيح عن كاهل زائرها همومه اليومية (د.ب.ا) قيل الكثير عن نكسة أصابت السياحة الشتوية هذا العام في لبنان مع تأخر هطول الثلج. لكن كل ما قيل ذاب كالملح عندما ارتدت منطقة فاريا حلتها البيضاء واستكملت جهوزيتها لاستقبال رواد رياضة التزلج لممارسة هواياتهم المفضلة، المتوقع أن تستمر حتى منتصف شهر أبريل (نيسان) المقبل. وهكذا مع انتصاف شهر فبراير (شباط) الماضي باتت القمم التي توهج بياضها الناصع حاضرة لتمنح هواة التزلج موسما ربيعيا يمزج الصقيع بدفء حرارة شمس لا تكاد تغيب تحت وطأة عاصفة عابرة لتنحسر وتطل وسط سماء زرقاء صافية وخالية من التلوث وبعيدة عن ازدحام الساحل وضجيجه.
وتضم منطقة فاريا أبرز منتجعات التزلج في لبنان، الأكثر جذبا للسياحة الشتوية، ففيها 18 مركزا للتزلج مخصصة لمختلف المستويات والأعمار. والأهم أنها تتميز بقربها من العاصمة بيروت، إذ لا تبعد عنها سوى 50 كيلومترا. هذا الأمر الذي يعتبره اللبنانيون عاديا، يشكل خصوصية يثمنها السياح الأجانب الذين يمتدحون هذه النعمة غير المتوافرة في بلادهم، ويسارعون إلى حجز غرفهم أو شاليهاتهم لقضاء عطل نهاية الأسبوع هناك. وتشير الأرقام إلى أن نسبة الحجوزات في منتجعات فاريا، حتى قبل انطلاق الموسم في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، لم تنخفض عن 90 في المائة، لتصل في نهاية الأسبوع إلى 100 في المائة. ومعظم النزلاء والسياح هم من الدول العربية والخليجية، إضافة إلى الأوروبيين، لا سيما أن تأخر الموسم أدى إلى تقديم أسعار تشجيعية للنزلاء والرواد. وترتفع فاريا عن سطح البحر ما بين 1850 و 2500 متر. وتتميز مرتفعاتها بسهولة الوصول إلى قممها وفسحة منحدراتها، إضافة إلى نوعية الثلج وسماكته التي تصل أحيانا إلى ثلاثة أمتار خلال موسم التزلج. وهي تستقطب عادة نحو 2000 زائر يوميا، بينما يصل عددهم في عطلة نهاية الأسبوع إلى 4000 زائر. والنزهة في فاريا تختلف نكهتها باختلاف من يقوم بها. وليس أروع من مشهد طفلة لا تتجاوز الخمس سنوات وهي تحبس أنفاسها مع اقتراب السيارة من بواكير الثلج. فتتأمل انتشارها الذي يتزايد على جوانب الطريق ويشكل خريطة طريق إلى الحقول البيضاء الساحرة وهي تكاد لا تصدق عينيها. ذلك أنها تشاهد الثلج للمرة الأولى. وما إن تتوقف السيارة حتى تركض لتتسلق السفح الأبيض ولا تطيق صبرا لتلبسها والدتها الثياب الخاصة. تقع وتضحك وتبلل ملابسها وتعاود الكرة حتى تتعب، فتستسلم إلى عائلتها لتغير ملابسها وتتناول وجبة لذيذة في مطعم «Lena’s» مع حساء البصل وفطيرة القريدس وكوب العصير الطازج، ومن ثم حلوى الشوكولاته. وليس غريبا أن تعود الطفلة إلى «جنون الثلج» ما إن تنهي طعامها لتكدس ما تطاله يداها على مقدمة سيارة العائلة، وكأنها بذلك تحقق إنجازا لا يستطيعه حتى أقوى الأقوياء. مشهد «جنون الثلج» يتكرر مع تلاميذ المدارس الذين تقلهم الباصات إلى السفوح المخصصة للهوهم، في حين يتعالى صوت أساتذتهم وهم ينبهونهم إلى عدم الابتعاد. في القلب الآخر للمشهد يمكن مراقبة هواة التزلج المجهزين بالعدة اللازمة لهذه الرياضة، وهم ينسابون من الأعلى إلى الأسفل بلياقة ولباقة، ذلك أن أوجه السياحة الشتوية في المنطقة تتنوع بتنوع روادها وهواياتهم، التي تتراوح بين الرياضة والترفيه عن النفس والخروج من ضوضاء الحياة وضغوطها والتمتع بجمال الطبيعة والجبال الشاهقة والأودية السحيقة والرداء الأبيض الذي يزيح عن كاهل من يعيش هذه المتعة همومه اليومية، وكأنه يغسل روحه أو يفرغها من الضغط، استعدادا للعودة إلى العمل والجهد. فهناك من ينزل في الفنادق وهناك من يستأجر الشاليهات وهناك من يقصد المطاعم وهناك من يأتي للتزلج ثم يغادر في اليوم ذاته وهناك من يقوم بأكثر من نشاط واحد معا. والمكان يتميز بالهدوء والجو الأليف، لذا تقصده العائلات لقضاء يوم راحة في أحضان الطبيعة الخلابة. كما يقدم للشباب وسائل تسلية تساعدهم على تفريغ طاقتهم وتجدد نشاطهم في بيئة نظيفة وحيوية. ولأن لبنان من الدول القليلة في منطقة الشرق الأوسط المجهزة لممارسة مختلف أنواع الرياضات الشتوية، فلا بد لمن يزور منطقة فاريا وعيون السيمان ومحيطهما أن يقصد «بارك الثلوج» المخصص لتدريب المتزلجين بدءا من عمر 14 سنة على ممارسة رياضة التزحلق على أنغام الموسيقى، الذي يضم «حديقة الثلوج» التي تشبه حضانة شتوية آمنة ومجهزة بأحدث تجهيز بكل ما يحبه الأطفال من وسائل تعليم وتسلية للانتقال من مرحلة اللعب على الثلج إلى مرحلة ممارسة التزلج بمساعدة حادقات متخصصات. وتفتح الحديقة أبوابها من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية بعد الظهر، مما يتيح للأهل التزلج مطمئنين على أولادهم. والمنطقة تتيح لروادها التمتع بإمكانات تتوافق مع مختلف الموازنات، فهناك من يستطيع أن يمضي نهاره في مكان راق، حيث يمكنه الحصول على معدات التزلج من المحلات المخصصة لذلك، ناهيك عن وجود المدربين المحترفين، أو يقصد حين يجوع أحد المطاعم المنتشرة والمتنوعة المطابخ التي تقدم أشهى المأكولات العالمية من السوشي إلى الأطباق الإيطالية والفرنسية، مرورا بالوجبات القروية اللبنانية التي تتكفل وحدها ببعث النشاط والحرارة في الأجسام مع القورما والبيض على الصاج، الذي يجيد تقديمه مطعم «العرزال» المعروف بأنه محطة المتزلجين الراغبين في تناول المأكولات الجبلية والشتوية. ويشكل اكتشاف الطابع البسيط لهذا المطعم حكاية لا بد لمن يزوره أن يرويها ليشجع من لم يكتشفه بعد على التعرف على أطباقه اللبنانية العريقة واللذيذة، كالبطاطا المشوية ومناقيش الجبنة واللبنة. وكثيرون ينصحون بزيارة «العرزال» في المساء حيث المنظر رائع يكشف بيروت تتلألأ بأنوارها ويرتشف كوب شاي أعد على الحطب. كما أن هناك من يستطيع أن يستمتع بأقل كلفة ممكنة مع محلات بيع المأكولات السريعة لتلبية جميع الاحتياجات، أو يتناول منقوشة أو فطيرة اللحم بالعجين حول طاولة يديرها شباب من كوخ صغير، أو يقصد المطاعم الشعبية التي انتشرت في الهواء الطلق لتقدم لروادها الشاورما على أنواعها، ومن ثم يتوقف عند إحدى العربات ليتلذذ بعرانيس الذرة مع ثمار الكستناء المشوية. وليس مبالغة في القول بأن المنطقة بخصوصيتها هي نجمة السياحة الشتوية لما حباها الله من جمال طبيعة ولتوافر العروض التي تراعي ما في جيوب غالبية الباحثين عن السكينة البيضاء. ومن يسعده الحظ يبيت ليلة أو ليلتين في أحد الشاليهات المجهزة لاستقبال العائلات. فالتحلق حول المدفأة مع العائلة والأصدقاء عندما يكون المنزل محاصرا بالثلوج يولد إحساسا له طابعه الخاص. أما قمة الاستمتاع بالطبيعة فتكون إذا تساقط الثلج خلال هذه الإقامة. وأن تعايش مثل هذه اللحظة ليس كأن تشاهدها في أحد الأفلام. ومن لم يجرب لن يعرف الإحساس الذي يتسلل إلى الحواس، وكأن الطبيعة صارت حضنا أبيض يلامس الوجدان. |
|||
مشاركة [ 2 ] | ||||
|
||||
|
يعطيك العافية تقرير جميل لمدينة لبنانية تستحق الزيارة
|
|||
إضافة رد |
اسيا - Asia |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | المنتدى | |||
شركة أجواء العالم لصيانة الطائرات (أجواء تك)? | شركات الطيران (نقاش وإستفسار) Airlines discussion | |||
أجواء العالم للطيران | المقالات الصحفية Rumours &News | |||
خط جوى مباشر جديد للخطوط البحرينية بين لبنان والكويت | المقالات الصحفية Rumours &News | |||
خطوط أجواء السعودية العربية | المقالات الصحفية Rumours &News |