[أوتار ممزقة]

عندما فتحت الباب اندفعت بقوة كانت تترنح يميناًويساراً ثم سقطت وقامت لتترنح مرة أخرى اصطدمت بالجدار فتكومت بجانبه كانت تلهث لعابها يتساقط تنتفض نبضات قلبها تتسارع تعلو بطنها وتنخفض بسرعة تنظر إلى نظرة استجداء واستعطاف وكأن لسان حالها يقول أنقذينى ؛تبادر إلى ذهنى ربما تناولت طعام مسموم فصرخت بأعلى صوتى:
ابنى هات الحليب
فاهها فاغر ولسانها متدلدل اسكب قطرات الحليب فتغيب عن الوعى لبرهة وتعود ونظرها عالق بى أحسست أنها جاءت لتموت بجوارى.
رافقتنى ثلاث سنوات ياصغيرة ؛عندما أخبر أحداً أن لدى ثلاث أطفال كنت أخبرهم بأنك رابعتهم؛كنت أقذف لك الكرة فتدحرجيها بقدميك وتقفزين من الفرحة وكلما ضربتك إحدى بناتى وجرجرتك من شعر رأسك كنت تصرخين استنجاداً بى.
كنت تنتظرين على مائدة الطعام وأنا أُطعم طفلتىَ يمينا ثم يساراًوتنظرين إلى وكأنك تقولين أين دورى فأمد يدى اليك ببعض الطعام ؛كلما دخلت غرفة تجيئين خلفى حتى الحمام تريدين دخوله خلفى؛أستيقظ من نومى فأجدك تنامين وادعة تحت قدمى ؛صدقينى لم أرى فى وفائك أحد ياصغيرتى.
انتحب فيأتى صوت ولدى:أمى لا تبكين.
:بينا وبينها عِشرة يابنى.
أسكب الحليب فى فمها بين الحين والآخر فارتخت جفونها شيئاً فشيئاً وتباطىء نبضها .
-
موتى فى سلام يا صغيرتى هنا فى جوارى.

_احملها يا ولدى واحضرها إلى الحمام كى أُحممها لتكون نظيفة عند الدفن.

بينما أنا فى الحمام أجهز الشامبو والصابون سمعت صياح ولدى
_أمى القطة جرت.

م.هيام
عودة الروح من كتاب ليل وإبداع الصادر عن دار طنطا بوك هاوس للنشر والتوزيع