[EK-A380]

تمتد حدة المنافسة بين عملاقي صناعة الطيران ايرباص وبوينغ لتصل إلى محركات الطائرات في سعي كلتا الشركتين للمحافظة على ولاء شركات الطيران لهما.

ورغم أن تصنيع المحركات تقوم به شركات أخرى تتعاون مع بوينغ وايرباص إلا أن كلتا الشركتين تنظر إلى المحركات باعتبارها العامل الرئيس في تطوير وتحسين كفاءة الطائرات الجديدة.

ويقول دونالد دوغلاس احد كبار الصناعيين الأميركيين إن كل تحسن رئيس في قطاع الطيران يأتي من المحرك.

فيما يشير موقع «فلايت غلوبال» أن هذه الأقوال تعكسها اليوم تماما جهود الشركات الطيران التي تركز على كفاءة المحرك وتقليل استهلاكه من الوقود في سبيل تحسين ربحية الرحلة وخفض تكاليفها وبالتالي زيادة هامش الأرباح للشركات الطيران التي زادت لأول مرة عن 5 دولارات لكل مسافر.

تحسينات جديدة

ويشير التقرير أن التكنولوجيا الجديدة التي تدخل في تحسينات المحركات تتطلب الكثير من الاستثمار والكثير من التعقيدات التقنية خصوصا في زمن ارتفاع أسعار الوقود حيث الهاجس الأكبر لشركات الطيران التي تعيش هذه الأيام افضل حالاتها بفضل تراجع اسعار الوقود.

وخلال الفترة من 1950 وحتى بداية سبعينات القرن الماضي كانت شركات الطيران تعمل بربحية جيدة وفق معايير اليوم وبنفس الوقت فان تطور محرك الطائرة من تصميماته القديمة حيث الإزعاج وبدايات التيربو إلى المحركات الحديثة كان قفزة جبارة من حيث الأداء واقتصاديات التشغيل مما نفى الحاجة إلى تعديلات كثيرة في محركات اليوم.

بالنسبة إلى شركة بوينغ مثلا أطلقت 4 تصميمات جديدة للمحركات في فترة زمنية لم تتجاوز 11 سنة بين 1955-1966 بينما الشركة الأخرى وهي ماكدونل دعوغلاس أطلقت 3 تصميمات جديدة والأمر المثير للانتباه كان تنوع هذه التصاميم التي تلائم مختلف احتياجات العملاء من شركات الطيران.

وبنفس الوقت فان شركة مكدونال دوغلاس لم تستطع أن تتكيف بسهولة مع الجيل التالي من محركات طائرة دي سي 10 الثلاثي.

ويقول التقرير انه ومع بدء أرباح شركات الطيران بالتضاؤل وخاصة مع دخول مرحلة التعويم في الولايات المتحدة وجد مصنعو المحركات أن عملاءهم من شركات الطيران بدأوا يتبخرون استجابة للمتغيرات الجديدة في الصناعة.

وهكذا فان شركة ماكدونال دوغلاس شهدت هذه التغيرات وابتعدت عن طائرات دي سي 11 ذات ال 180 مقعدا في نهاية الثمانينات ولم تستطع حتى أن تساير إطلاق المحرك مع شركة دلتا. وربما كان هذا السبب الذي دفعها للاندماج وتكوين اسمها الحالي ماكدونال دوغلاس بعد أن كان مؤسسة ماكدونال للطائرات.

وعانت قبل ذلك من أداء محرك طائرات دي سي 8 ولكنها ومع إطلاق محرك دي سي 9 وسوبر دي سي 8 وفرت نماذج متنوعة لمنافسة بوينغ في المحركات النفاثة.

منافسة

أما العائلة اللاحقة فاشتملت من بوينغ على 15 طرازا من المحركات وتعديلاتها مخصصة لطائرات 707 و 727 و 737 وهو الأمر الذي صعب من مهمة منافستها دوغلاس للتكيف مع متطلبات السوق الجديد للمحركات حتى مع النموذج المحسن الثلاثي المخصص لطائرات دي سي 10.

ومع المساعدة التي تلقتها بوينغ من مصنعي المحركات حافظت الشركة على تنافسيتها ضد العديد من المنافسين وخاصة طائرات ايرباص 320.

لكن الأمر الهام بالنسبة لدوغلاس أن صعوبة منافستها مع بوينغ أدت في النهاية إلى اندماج الشركتين في عام 1997 التحسينات التي أدخلتها على بعض المحركات.

ومع مواصلة العمل على تحسين المحركات تمكنت بوينغ من تحقيق أرقام قياسية في مبيعات طائرات 737 بلغت حتى سبتمبر من العام الماضي 12968 طائرة وما زالت الطائرة حتى اليوم الأكبر من حيث حجم المبيعات بفضل التطورات الكبيرة التي حدثت في المحرك.

ومع ظهور ايرباص وشدة المنافسة مع بوينغ مقابل تواضع أرباح شركات الطيران بدأت كلتا الشركتين في سباق من نوع خاص تجاه تطوير محركات الطائرات التي تصنعها بهدف المحافظة على قاعدة العملاء. وكان الابتكار الوسيلة الفاعلة في هذا الاتجاه وركز كلا العملاقين على التقنيات الجديدة التي تزيد من كفاءة المحرك سواء في الطائرات عريضة البدن أو في الطائرات ذات الممر الواحد.

رابط المصدر:
https://www.albayan.ae/economy/local-...2-06-1.2566811