[صمت الليل]

لم يعد السفر على الطائرات الخاصة حكراً على الصفوة من رؤساء الشركات التنفيذيين وأصحاب المؤسسات التجارية الكبرى، إذ فتحت الابتكارات الأبواب مشرعة أمام الخاصة والعامة من الناس.




والطيران على الدرجة الأولى لم يعد يعني بالنسبة لعدد متزايد من أصحاب الشركات ومديريها التمتع بالجلوس في المقاعد الأمامية للطائرة 747 مثلاً، والاستمتاع بالمأكولات الشهية وإجراء المكالمات من «الايرفون»




ولكنه بات ينبغي الإقلاع والهبوط في مطارات صغيرة، ومريحة، لا يمكنها استقبال الطائرات الضخمة، وعقد المؤتمرات داخل الطائرة، والإقلاع بالسرعة الممكنة، وتجنب الوقوف في صفوف طويلة، ناهيك عن التأخير في الرحلات والمضايقات التي غدت سمة مميزة للطيران التجاري.




كما أنه ينبغي الطيران بطائرة خاصة، ويقول «جولد هابر» العضو المنتدب في «كلير مونت كريك فنتشرز» شركة الاستثمار الرأسمالي التي تتخذ من أوكلاند كاليفورنيا مقراً لها. والتي تركز على شركات التكنولوجيا في مراحلها الأولى والطيار المرخص الذي يقود سيسناسايتيشن جت Ce525 ذات السبعة مقاعد، إنها لميزة كبرى أن تستطيع الهبوط في مدرج قصير نسبياً، وتتجه إلى أقرب مطار.


ومضى إلى القول، «لو طرت بطائرة تجارية، لا ستغرق الوقت مني أسبوعين وإضاعة لكثير من وقتي الثمين» وأضاف: إنني بقيادة طائرتي الخاصة أستطيع القيام بذلك في غضون أربعة أيام، والعودة إلى ما أنا ناجح فيه. وهو الاستثمار في الشركات.


ولقد كان السفر الخاص جواً، بعيد المنال عن الكثيرين، باستثناء الأغنياء من رؤساء الشركات، والوارثين للثروات ونجوم السينما. لكن ذلك العهد ولى، فالابتكارات مثل الملكية الجزئية حيث بالإمكان شراء حصة في طائرة وبطاقات الطائرات «حيث يمكن شراء قسم من الوقت في طائرة نفاثة خاصة». فتحت الطيران التجاري أمام المؤسسات التجارية المتوسطة الحجم، بل والصغيرة أيضا.


كما أن الابتكارات الجديدة، كالقدوم الحتمي لما يسمى الطائرات النفاثة الخفيفة جداً، التي تجمع بين التكنولوجيا العالية، والكلفة الرخيصة، تعد بفتح الأبواب على أوسع نطاق، وفي الوقت نفسه، فإن موجة جديدة من الطائرات الضخمة، ذات المدى البعيد ستوفر لمستخدمي طيران رجال الأعمال إمكانات وراحة، لم يكن تحلم بها سوى رؤساء الشركات.


وفي الولايات المتحدة وحدها سير الطيران الخاص 27 مليون ساعة طيران عام 2006، ناقلاً 166 مليون راكب، وفقا للاتحاد العام لصانعي الطيران، كان ثلثاها مخصصا للطيران التجاري ولقد ارتفعت شحنات طيران رجال الأعمال 18% العام الماضي.


وفيما يوجد أكثر من 550 مطارا على مستوى الولايات المتحدة لخدمة الطائرات التجارية، فإن الطائرات الخاصة التي تستطيع الهبوط والإقلاع في مدرجات قصيرة تمتلك تحت تصرفها قرابة 5300 مطار. كثير منها يضع بمحاذاة أو على مقربة من مدن ومجمعات مكتبية.


ازدهار الصناعة


بالنسبة للشركات التي تصنع طائرات رجال الأعمال، فإن هذا عصر الطفرة، وزمن الازدهار. فشركة «إمبراييد» صانعة الطائرات البرازيلية، التي أطلقت أولى طائراتها الخاصة بالأعمال «اعتماداً على أحد تصميماتها التجارية».


عام 2001 ، تقوم بتجهيز ثلاثة موديلات جديدة وهي فينون vlt 100، وثمنها 85. 2 مليون دولار، وفينون 300 الخفيفة وثمنها 65. 6 ملايين دولار، ولا ينيج 100 وثمنها 41 مليون دولار. وهي من الضخامة بحيث تتسع لسرير كامل وطاولة مؤتمرات. وذلك بقصد البدء بتسليمها في عام 2008.


وتتوقع أن يباع خلال العقد القادم 115. 11 طائرة أعمال (من جميع المصنعين) قيمتها 169 مليار دولار. ومن جانبها، فإن «جلف ستريم ايروسبيس» التي طرحت طرازين فقط عام 1999، باعت الآن ست طائرات، وأضافت إلى محفظتها، طائرة متوسطة المقصورة، متوسطة المدى، مثل G 150 التي يبلغ ثمنها 13 مليون دولار.


وفي الوقت نفسه، ظهرت الطائرات ذات المدى الطويل، التي كانت من المنتجات المطبوعة بطابع الشركة، فطائرة جلف ستريم G550 التي يبلغ مداها 750. 6عقد بحرية، وثمنها 47 مليون دولار، تستطيع الطيران مسافة تزيد على أي طائرة أعمال أخرى في السوق.


وإلى جانب ذلك، فلقد ازداد عدد الصانعين زيادة ملحوظة، فطائرة الأعمال بومباردييه الجديدة تشالنجر 605، وثمنها 7. 26 مليون دولار، وتتسع لاثني عشر مقعداً، والأوسع مقصورة بين فئاتها، تمتاز بنافذتها العريضة التي تزيد من دخول كمية الشمس الطبيعية المتسربة إلى المقصورة،


فضلاً عن نظام المقصورة الالكتروني، الذي يعتمد على «الانترنت»، ويدعم شاشات فيديو قياس 18 بوصة، ومشغلاًن دي في دي وأقرص مدمجة، ودخول إلى الانترنت على الموجة العريضة، وشبكة محلية ذاتية، تسمح للركاب بمشاركة ملفات الكمبيوتر مع بعضهم بعضاً. غير أن دخول عالم طيران رجال الأعمال، يتطلب أكثر من اختيار نوعية الطائرة،


وهو يعني منهم احتياجات السفر، والمصادر، واختيار طريقة الملكية، وإذا تطلب الأمر، فإن الملكية هي اختيار أكثرها قرباً لوضعك. وشراء طائرة على سبيل المثال، شراء مباشراً يتضمن مزايا عدة، فبإمكانك التمتع بمرونة كاملة في جدولة السفر، فضلاً عن مزايا ضريبية مصاحبة للاستهلاك.


غير أنه من جانب آخر، يتضمن تجميد مبلغ كبير، فضلاً عن ضرورة وجود مربض للطائرة، وصيانتها ولو أن صاحب الطائرة لم يقم بالطيران بها كثيراً ـ ولنقل 300 ساعة سنوياً ـ فإن تكاليفها ستفوق منافعها. وفي المقابل، إذا كان عدد الرحلات محدوداً، فإن استئجار طائرة هو خيار آخر،


فليست هناك مصاريف غير كلفة الطيران، ولا يوجد نفقات تدريب أو صيانة، غير أن معظم مستخدمي طائرات رجال الأعمال، يقفون بين الفئتين، فهم يحتاجون ويرغبون بشيء يقل عن الملكية المطلقة، للطائرة، وشيء أكثر من الاستئجار.


يقول «ستيفن سانتو» الرئيس التنفيذي لأفانت اير، إنها المشاركة الأقل كلفة، مع ميزة الحصول على سرعة الطائرة الخفيفة، في مقصورة أطول وأعرض بقدم، وتبلغ كلفة مشاركة 16/ 1 415 ألف دولار، إضافة إلى رسم إدارة يبلغ 900. 8 دولارات، فإن «أفانت اير» تضيف أجور وقت الطيران إلى رسم الإدارة، وتأمل «أفانت اير» في خفض عبء الملكية الجزئية أكثر من ذلك،


وتقدمت بطلبية لشراء 20 طائرة «امبراير فينوم 100 vlj» في عام 2009، ويقول سانتو، في هذا الصدد «إننا نرى كثيراً من الشركات الأصغر تزيد ميزانيات السفر، دون أن تتمكن من تطبيق الملكية الجزئية، ويضيف بوجود vlj، فإنها ستتمكن من ذلك.


وسيصبح بالإمكان شراء حصة 50 ساعة، بحدود 200 ألف دولار، والرسم الشهري يبلغ 5 آلاف دولار ولمساعدة المستخدمين في إدارة أوقات طيرانهم بصورة أفضل، طرحت «بومباردييه فليكس جتس» برنامجها «فير ساتليتي بلس» الذي يسمح للمالكين بتبادل ساعاتهم مع بعضهم بعضاً.


كما اتخذت «فلايت أوبشنز»، مزودة الملكية الجزئية التي توفر مشاركة بأربعة طرازات مختلفة من الطائرات، خطوات لمساعدة المالكين الذين تختلف حاجات السفر لديهم بين عام وآخر، حيث يسمح برنامج «فراكشنال فيرست» لمستخدمي الطائرات بالطيران ما بين 80% و120% من حصص ساعاتهم، ودفع رسوم الإدارة على الساعات التي يطيرون بها.


ويقول مايكل شيرينجا رئيس تنفيذي «فلايت أوبشنز» «قد أخبرنا عملاءنا بأن الالتزام الثابت لخمس سنوات، كان صعباً جداً في عالم اليوم، وأنهم بحاجة لمرونة أكثر. مضيفاً بأنك لو طرت ساعات أقل من وقتك المخصص، فإن المصاريف الثابتة ستكون 80% وليس 100%.


ولعل الابتكار الأكبر في السنوات الأخيرة، والذي قطعاً فتح طيران الأعمال، أمام مستخدمين جدد، هو بطاقة الطيران، وهنا لا يمتلك المستخدمون أي شيء، منهم ببساطة يشترون مسبقاً كمّاً من الساعات، وعادة ما تكون 25 ساعة أو أكثر.


ويتم خصم ساعات الطيران الفعلية من رصيدهم، وبعد نفاد ساعات طيرانهم، لا يعود لديهم أي التزام ومع اشتداد حدة المنافسة، في صناعة «بطاقات الطيران» التي تمت بواقع 50 في المئة سنويا خلال السنوات الثلاث الماضية راح عشرات المزودين يقدمون ميزات ابتكارية جديدة، وبدلا من 25 ساعة فإن «دلتا ايرلانيز» عشر ساعات طيران بسعر 900. 43 دولارا ويقول «براندون جرين» مدير التسويق في الشركة، «ان ذلك فتح السوق عشرة أضعافه وزاد من بيع المنتجات»


حرق نصف الوقود


الملكية الجزئية ليست مفهوماً جديداً على الإطلاق فقد تم طرحه في عام 1986 من قبل «ريتشارد سانتولي» رئيس مجلس إدارة، ومدير تنفيذي «نت جتس» ففي برنامج الملكية الجزئية يشتري العملاء ملكية تشاركية تصل إلى أقل من 1/ 16 من ملكية طائرة معينة،


وتلك المشاركة تترجم إلى عدد معين من الساعات فحصة 1/ 16 مثلاً، تساوي 50 ساعة من الطيران سنوياً غير ان تشغيل الطائرة وصيانتها يتولاها مزود جزئي، مهمته توفير الموظفين والتدريب والدعم، من استئجار الطيارين إلى تزويد الوجبات الغذائية ويدفع المستخدمون رسوم إدارة شهرية وأسعاراً ساعية عند الطيران.


والعامل الرئيسي في برنامج الملكية الجزئية هو أنك لست مقيداً بالطيران بالطائرة التي اشتريت حصة منها فحصتك تؤمن لك الطيران بجميع طائرات الأسطول، وسيقوم المزود الجزئي بتوفير طائرة أخرى مع إعطائه مهلة تتراوح بين أربع و12 ساعة. وتبقى شركة «نت جتس»، بطائراتها التي تزيد على 650 طائرة


إلى جانب 3500 طيار و700 موظف صيانة، و70 مبرمجاً وثمانية مراقبين للأرصاد الجوية المزودة الرائدة للملكية الجزئية فيما تعتبر شركة «أفانت اير» متميزة في مجال المشاركة الجزئية ، حيث توفر حصصاً في طائرة واحدة غير ان ذلك الطراز، «بياجيو أفانني 180. يعتبر الأسرع ، حيث تنطلق بسرعة 450 ميلاً في الساعة منافسة الطائرات الخفيفة ، فيما تحرق نصف الوقود.

البيان

[ولد المقاتلات]

مشكور على الخبر

[إمبراطور الطيران]

جزبل الشكر لك اخوي صمت الليل على الخبر

تحياتي

[bonnyboy]

شكرا لك ....