قال الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إنه يتعين على الحكومة اتخاذ قرارات صعبة تهدف إلى الإسراع في تجديد ما يمتلكه قطاع الطيران المدني الروسي من طائرات الركاب، انطلاقا من مصلحة ضمان سلامة المسافرين بالدرجة الأولى وليس المصالح الاقتصادية البحتة لشركات الطيران
وأشار الرئيس إلى ضرورة شراء المزيد من تقنيات الطيران المدني في الخارج مع تنمية صناعة بناء الطائرات الوطنية، مضيفا أن المطلوب أيضا بحث موضوع تقليص عدد شركات الطيران العاملة في هذا المجال في البلاد حتى تبقى منها تلك التي تقدر على تقديم خدمات مريحة ومضمونة في الوقت ذاته من حيث سلامة المسافرين.
قال ميدفيديف ذلك في اجتماع لغرفة العمليات الميدانية التي أقيمت في ضواحي مدينة ياروسلافل الروسية التي شهدت مساء أمس، سقوط طائرة مدنية روسية من طراز "ياك – 42" وعلى متنها 45 شخصا قتل منهم 43 وأصيب اثنان بجروح خطيرة.
وكان الركاب من لاعبي ومدربي وفنيي فريق "لوكوموتيف" من ياروسلافل للهوكي على الجليد الذي سافر على متن هذه الطائرة إلى العاصمة البيلاروسية مينسك لخوض أول مباراة رسمية ضمن البطولة القارية للموسم الجديد 2011-2012 لفرق روسيا وغيرها من دول شرق أوروبا.
وأظهرت النتائج الأولية للتحقيق أن سبب الحادث يعود إلى اصطدام الطائرة أثناء إقلاعها من مطار ياروسلافل بهوائي منارة تقع على أطرافه مما أدى إلى سقوطها على الأرض وتحطمها. غير أن السبب المباشر، في نظر خبراء، يكمن في حدوث عطل فني في أحد محركات الطائرة مما حال دون صعودها وفق الخط العمودي المطلوب.
هذا ووصل ميدفيديف صباح اليوم، إلى مدينة ياروسلافل لتفقد مكان الحادث والإشراف على إجراءات مساعدة عائلات الضحايا وإعطاء توجيهات للمسؤولين عن قطاع الطيران المدني الروسي.
وأعلن وزير النقل الروسي إيغور ليفيتين عقب الاجتماع مع الرئيس ميدفيديف أن إجراءات فحص واختبار عاجلة ستجرى في 16 شركة روسية تستخدم 57 طائرة من طراز "ياك – 42"، بموجب توجيهات الرئيس. وأضاف أنه ستنفذ أعمال تفقد ومراجعة في مراكز تدريب الطيارين على قيادة هذا النوع من الطائرات، خاصة وقد طرحت إلى جانب رواية حدوث عطل فني في أحد محركات الطائرة المنكوبة أو أجهزتها، فرضية أخرى حول احتمال وقوع خطأ في قيادتها أثناء الإقلاع من مطار صغير رغم مهارات طاقم الطائرة التي أثبتتها الاختبارات الأخيرة وخبراته السابقة المكتسبة طوال سنوات من العمل في قطاع الطيران المدني الروسي.
هذا وقد تم التعرف على جثث كل ضحايا الحادث الـ43 ومن بينهم عدد من اللاعبين الأجانب المتعاقدين مع نادي "لوكوموتيف" ومدربه الكندي علما بأن فريق الهوكي هذا كان يعد من أقوى الفرق الروسية والأوروبية في هذه الرياضة ذات الشعبية الواسعة في البلدان الشمالية.