المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
مشاركة [ 1 ] | |||
|
|||
درجة الضيافة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الذي يريد مقاماً من مقامات القرب ، أو يريد أن يصبح من أهل الوصل ، أو يريد أن يكون من الصالحين ، فلابد أنه كل حين يفتح قلبه ، وينظر ماذا فيه ؟ ويأخذ حظَّ الشيطان ويرميه وحظُّ الشيطان في وفيك : هو ما في نفسك من الحقد ، والحسد ، والكبر ، والبغضاء ، والكراهية ، فكل هذا حظُّ الشيطان ، وطالما كان كل هذا موجوداً في القلب فلا يصلح ، ويصبح الإنسان كما هو ، لا يتقدم ولا يتأخر، ولذلك حتى الليالي الكبيرة التي يتجلَّى فيها ربُّنا على الصَّالحين ، أو على المسلمين مثل ليلة النصف من شعبان ، فالرسول قال فيها : {إنَّ اللَّهَ تَعَالَىٰ يَتَجَلَّى في هَذِهِ اللَيْلَةَ فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ - وهى أكبر قبيلة عندها غنم ، وهل يستطيع أحدنا أن يحصى عدد شعر غنمة واحدة؟ - ثم قال : إِلاَّ لِمُشْرِكٍ، أَوْ مُشَاحِنٍ، أَوْ قَاطِعِ رَحِمٍ أَوْ زَانٍ أَوْ شَارِبِ خَمْرٍ أَوْ عَاقٍ لِوَالِدَيهِ}[1] والحديث الآخر قال فيه: {إن الله يَطَّلِعُ علـى عِبـادِهِ فـي لَـيْـلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبـانَ ، فَـيَغْفِرُ لِلْـمُسْتَغْفِرِينَ ، ويَرْحَمُ الـمُسْتَرْحِمِينَ ، ويُؤَخِّرُ أهْلَ الـحِقْدِ كما هُمْ}[2] ولذلك قال بعض سلفنا الصالح {الحسود لا يسود} ، فالإنسان الذي يرغب في نعم ربِّنا الباطنيَّة ، ويريد المراتب العرفانيَّة ، ويريد التجلِّيَّات الإحسانيَّة : لابد وأن يطهِّر قلبه من الدُّنيا الدنيَّة ، ومن رغباتها ، ومن شهواتها ، ومن ملذَّاتها ، ومن حظوظها ، وبعد هذا يغسل قلبه من الحظوظ والشهوات ، وبعد هذا يغسل قلبه من الرياء ، والسمعة ، والصفات التي هي كصفات إبليس ، أي حب الظهور ، فلا بد للإنسان أن يوالي قلبه ، والعارفون عرفوا هذا الأمر ، وعرفوا أن ربنا لا ينظر إلي الجسم ، بل ينظر إلي القلب : { إنَّ اللّهَ لاَ يَنْظُرُ إلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ ، وَلكِنْ يَنْظُرُ إلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ}[3] فقالوا نقف عند هذا الباب ، وكل حين نفتح هذا القلب ، وننظر ما فيه ، ونخرجه ، ولذلك فان رسول الله أوضح هذا الأمر كما أخبر سيدنا عبد الله بن عمرو ، عندما قال صلى الله عليه وسلم : {يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.}[4] فدخل رجل و هو سيدنا عبد الله بن سلام وجلس برهة ومشي فقال صلى الله عليه وسلم : {قَامَ عَنْْكُمْ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ} فسيدنا عبد الله بن عمرو قال في نفسه : ماذا يفعل هذا الرجل ؟ ، وكان يسهر طوال الليل ، ويصوم طوال النهار ، فتبع الرجل ودقَّ بابه ، ففتح , فقال له : لقد حدث خلاف بيني وبين أبي عمرو فطردني ، فقلت : لا يوجد غيرك يضيفني عدة أيام حتى ينتهي الخلاف ، فقال له : علي الرحب والسعة ، وهو في الحقيقة ذاهب ليعرف ماذا يفعل الرجل؟ وفي أول ليلة ، نام الرجل فقال : ربما يكون الرجل متعبا ، وانتظر أن يقوم قبل الفجر ليصلي التهجد ، فلم يقم إلا قبل الفجر ، فاستيقظ وقال : هيا لنصلي مع رسول الله بالمسجد ، ولما أصبح الصباح احضر له الإفطار ، فقال : قد يكون متعبا هذا اليوم ، ولكنه في اليوم الثاني وجده علي نفس الحالة ، وكذلك في اليوم الثالث فقال : لا بد أن اسأله؟ فقال له الحقيقة ، انه لا يوجد خلاف بيني وبين أبي ، ولكن الرسول قال عنك كذا فما حقيقة أمرك؟ ، قال : كما رأيت إلا أنني إذا جئت للنوم ، أحاسب نفسي ماذا فعلت اليوم؟ ، وماذا قلت؟ ، فاستغفر الله مما قلت ، واستحلله مما فعلت ، وأبيت وليس في قلبي غلٌّ ، ولا غشٌّ ، ولا حقد لأحد من المسلمين فذهب عبد الله إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم متعجبا ، فقال له صلى الله عليه وسلم : {يا بُنيَّ إنْ قدَرْتَ أنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ وِلَيْسَ فِي قَلبِكَ غِشٌّ لأحدٍ فافعلْ – وفى رواية : غل ولا غِشُّ وَلا حِقْدٌ لأحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِين- ،. ثم قال صلى الله عليه وسلم : يا بُنيَّ وذلك من سُنَّتي ، ومنْ أحَبَّ سُنتي فقد أحَبَّني، ومن أحَبَّني كان معي في الجنَّة}[5] [1] رواه البيهقي عن عائشة رضي الله عنها ، والطبراني وابن حبان عن معاذ بن جبل [2] رواه ابن ماجه من حديث أبى موسى الأشعري و الطبراني عن أبى ثعلبة [3] رواه أحمد ، ومسلم ، و ابن ماجه عن أبى هريرة [4] رواه البيهقي في الشعب و سنن النسائي الكبرى عن أنس [5] رواه الإمام أحمد عن على ، والترمذي في مشكاة المصابيح عن أنس حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً |
||
مشاركة [ 2 ] | ||||
|
||||
|
اللهم اغسل قلوبنا ونقنا من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
بين السطور نزعة صوفية سلمت أناملك تقبل مودتى |
|||