[ولـــ زايـــد ـــد]

زايد .. تاريخ إنسان وحضارة وطن. .

2 نوفمبر 2004

19 رمضان 1425

أربعة أعوام على رحيل الوالد ... القائد ... المعلم

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان


يمكن للانسان يقرأ تاريخ دولة عبر سيرة رجل حين يمتزج تاريخ المكان بالشخصية وهكذا يمكننا أن نقرأ تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة بقراءة سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" .

تحل غدا الذكرى السنوية الرابعة لغياب مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" والقلوب لا تزال تهفو إليه وتكن له كل المحبة والإعزاز والإجلال لما قدمه للإمارات وشعبها من طمأنينة وأمان وازدهار في حاضرها ولمستقبل أجيالها القادمة.

قبل أربع سنوات طوى التاريخ آخر صفحة من مجلد عظيم يدعى /الشيخ زايد/..

أخر صفحة لشخصية أسطورية ستضاف إلى قائمة العظماء وستبقى في ذاكرة التاريخ لقرون طويلة.. مؤسس وباني ارتبط اسمه بأحداث ومواقف لا يمكن فصلها عنه أو ذكرها بدونه.. رئيس عادل حمل في عنقه أمانة شعب وتاريخ أمه وترفع فوق كل الترهات والتيارات الصغيرة.. كان بالفعل إنسانا عظيما لا يمكن لمؤرخ تقييمه قبل أن يرتفع هو نفسه فوق التيارات الأيدلوجية والآراء الشخصية والنظرات الضيقة كان /رحمه الله/ يرى أن الحكم أمانة والسياسة فن الممكن والعدل خير وسيلة لنشر الأمن والاستقرار.

تسترجع الإمارات ما تركه زايد من انجازات ومآثر وسير تحافظ عليها وتطورها وتسير على خطاه نفسها في البناء والعمران الحضاري وخير ما يجب علينا أن نحفظه لذكرى رجل الدولة وباني نهضة الإمارات الحديثة مواصلة بناء ما كان يحلم به.

ربما سنتباين الراي في تسميته .. رئيس .. مؤسس .. باني .. حكيم الأمة ولكن مسمى واحدا يليق بعظمة الشيخ زايد هو زايد الذي أحبه المكان ..

الزمان .. والإنسان.

رحم الله الشيخ زايد الذي جعل من المعنى العظيم الذي تركه لنا قيمة إنسانية وتراثا وطنيا نعض عليه بالنواجز في وقت نحتاج فيه ان نعمل بما نعرف أنه الحق وان نقدم المصلحة العامة على اعتباراتنا الشخصية.

الرجال العظماء لا يموتون ولا يقدر النسيان على طي صفحاتهم من سجلات الأيام وذاكرة الزمن لان التاريخ لا ينسى الذين صنعوه ولا يغيب الذين كتبوه ويحتفظ مثلما هم الناس الأوفياء لهؤلاء العظماء بسيرة عطرة تحفظ لهم عظمة عطاءهم وروعة انجازاتهم ووقوفهم إلى جانب همومهم ويورثون لأبنائهم هذه السيرة خلودا يتدفق في أوردة التاريخ وشرايين ذاكرة الناس.. وزايد بن سلطان لم يحمل هم الناس عندما أصبح رئيسا فحسب.. ولم يمارس دوره البارز عندما أصبح حاكما فحسب.. ولكنه بدا في صناعة تاريخ الإنسان الإماراتي قبل ذلك بكثير مرورا بكل ما أنجزه على المستوى الرسمي وعمله الدؤوب كمهندس فعلي وحقيقي للطفرة التي نقلت الإنسان الإماراتي لمصاف الشعوب الغنية ونقلت الإمارات إلى مصاف الدول الأكثر تطورا ونهضة بين دول العالم.

سابق الزمن وسبقه بمراحل عديدة وليس زايد بن سلطان في ذاكرة الإماراتيين وحدهم ولكن التاريخ الإسلامي وأكثر من مليار مسلم سجلوا وقفاته إلى جانبهم وخدماته لمقدساتهم بسطور من نور لا يخبو ولا ينطفئ وكل ما أنجزه لهم بدافع من حبه لدينه والتزامه بقضايا أمته وانتمائه لوطنه.

زايد بن سلطان تاريخ كامل من الخير ومن العطاء ومن البذل ومن الإخلاص ومن الحق وتاريخ لن يموت برحيل جسده الطاهر عنا إلى جوار ربه سيبقى كل هذا الخير والعطاء والبذل صدقة جارية يجني الجميع خيرها ويكتبها الله له في ميزان أعماله.

لقد أرسى الشيخ زايد في الإمارات دعائم مشروع حضاري متكامل محوره الإنسان ينطلق منه وينتهي إليه.. مشروع حضاري متوازن في أسسه ومقوماته متطور في أهدافه ومراميه شامل في أبعاده ومقاصده.. مشروع يستمد متانته من العمق الحضاري الكبير للإمارات وموروثها الإنساني الخالد الحافل بالأمجاد.. مشروع حضاري متأصل في بيئته ومحيطه يصل الماضي بالحاضر في تناغم وانسجام ينهل من ينابيع الحداثة ومنفتح على قيم الحضارة المعاصرة ومواكب لركبها وتطورها يضيف إلى تراث الإنسانية ويتعاطى مع مشاغلها من موقف الشريك الفاعل.

تتجدد ذكرى الغياب الأليم لمؤسس الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" وفي كل عام تعيد إلى الأذهان ما قام به الراحل الكبير من عطاءات خير يصعب حصرها في هذه العجالة نظرا إلى اتساع رقعتها على امتداد الإمارات وصولا إلى أكثر بقاع المعمورة.

كانت حياة الراحل مسيرة عطاء طالت الداخل الإماراتي والعالم خيرا خلال فترة ترأسه دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر عام 1971 حتى رحل عنها بتاريخ الثاني من نوفمبر عام 2004 وما زالت ذاكرة أبناء الإمارات تستحضر في ذكرى وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" الصفحات المشرقة والمحطات المضيئة التي شهدوها خلال مسيرة حكمه.

وقد تجلت ملامح النهضة في التحولات الكبرى التي شهدتها دولة الإمارات في عهده وما تزال شتى ميادين الحياة وعلى مختلف الأصعدة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا يسرت للإمارات وأهلها سبل الحياة الكريمة حيث غطت التنمية مختلف المناطق وكان الإنسان الإماراتي "دوما" هو الهدف الأساسي باعتباره صانع هذه التنمية ومحركها في مختلف مراحل التطور والتقدم.

وتمتعت الإمارات في عهده بواحد من أعلى مستويات المعيشة في العالم وبلغ الناتج المحلي 81ر314 مليار درهم عام 2004 مقابل 6 مليار و500 مليون درهم عام 1971 .

ونجح الراحل في تأسيس اقتصاد متنوع الموارد وراسخ وله مقومات الاستمرارية تتمثل بارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للقطاعات غير النفطية من مليارين و300 مليون درهم عام 1972 إلى 199 مليار و200 مليون درهم عام 2003 .

وفي عهده شهدت الإمارات العديد من الإنجازات في كافة الصعد.. فعلى صعيد الصحة قبل تولي فقيد الوطن الشيخ زايد مقاليد الحكم كانت الخدمات الصحية شبه معدومة وكانت البداية عندما وجه دعوة إلى الطبيبين كند ومريم لإقامة مستشفى في العين عام 1960 ومنحهما مجلسه ليكون أول مستشفى في المنطقة وعالج أهل العين على نفقته الخاصة ثم تبع تلك الخطوة بإنشاء المستشفى المركزي في ابوظبي وذلك في نهاية عقد الستينات من القرن الماضي ثم انتشرت المستشفيات والمراكز الصحية في جميع ربوع الوطن إلى ان زاد عددها إلى 37 مستشفى وأكثر من 110 مراكز صحية موزعة على مختلف مناطق الدولة.

وواصلت الإمارات في عهده اهتمامها بمشاريع الإسكان وتنفيذ برامج طموحة منتظمة لتوفير السكن الملائم للمواطنين.. وبتوجيهاته ودعمه أطلقت وزارة الأشغال العامة منذ عام 1973 برامج الانتفاع بالمساكن والإضافات وتجاوز عدد المساكن التي أنجزتها ما يزيد على 17 ألف وحدة سكنية ونفذت الوزارة 8 آلاف و433 مسكنا شعبيا في الدولة وبلغ عدد الإضافات من الوحدات السكنية 9 آلاف و319 وحدة موزعة على جميع إمارات الدولة.. وبلغ مجموع ما انفق في قطاع الإسكان في الدولة نحو 72 مليار درهم شملت تنفيذ نحو 42 ألف مسكن وتقديم أكثر من ستة آلاف منحة مالية للمواطنين.. ويعد برنامج الشيخ زايد للإسكان من أهم المبادرات الإسكانية التي تخدم جميع شرائح المجتمع ويغطي هذا البرنامج جميع إمارات الدولة بميزانية سنوية كانت لا تقل عن 640 مليون درهم.

وفي عهده أنجزت دولة الإمارات بنية أساسية متطورة من شبكات الطرق والجسور والمطارات والموانئ وغيرها من مشروعات الهياكل الأساسية التي تم إحاطتها بخدمات على مستوى راق ما وضع الإمارات في مصاف الدول العصرية في العالم وبلغ حجم الأنفاق على مشروعات البنية الأساسية التي نفذتها وزارة الأشغال العامة أكثر من ثمانية مليارات درهم.

وأهتم الراحل الكبير بتنمية إنسان الإمارات وتأهيله من أجل بناء الدولة الحديثة.. فحرص الشيخ زايد على رعاية المؤسسات التعليمية والعلميةز. ففي البدايات الأولى وتحديدا عام 1978 حيث كان عدد المدارس الحكومية والخاصة 350 مدرسة وبلغ عددها في آخر أيام عهده 1250 مدرسة.. كما ان نوعية التعليم تطورت فأصبح هناك التعليم الفني والصناعي والتجاري والديني ويندرج هذا التطور أيضا على عدد من الجامعات فسابقا لم يكن يوجد سوى جامعة واحدة وهي جامعة الإمارات وبلغ عدد الجامعات الحكومية والخاصة 12 جامعة في بداية عام 2005 .

كما انخفضت الأمية في ظل قيادته رحمه الله إلى 9 بالمائة على مستوى الدولة حيث بلغ عدد مراكز محو الأمية وتعليم الكبار في عام 2004 قرابة 110 مراكز.

وأهتم فقيد الوطن والأمة بإنشاء الهيئات والمؤسسات الخيرية لتقديم المساعدات والمعونات لأبناء شعبه وفي عهده بلغ عدد الجمعيات الخيرية بالدولة 14 جمعية و22 مؤسسة ترعى ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقدم الراحل دعما كبيرا للقضية الفلسطينية فتبرع بحوالي 415 مليون دولار خلال حياته وبلغت مساعدات الهلال الأحمر الإماراتي إلى الفلسطينيين في عهده حوالي 437 مليون درهم.

ووضع الراحل الكبير أسسا إستراتيجية لتنمية قطاع الزراعة فكانت فترة رئاسته للدولة نقطة الانطلاق لتحويل الدولة من مستوردة لكل المنتجات الزراعية والحليب واللحوم إلى الوصول إلى معدلات كبيرة من الاكتفاء الذاتي وصلت إلى ما نسبته 100 بالمائة في مجال إنتاج الأسماك والتمور وإلى 83 بالمائة في مجال إنتاج الخضروات وزراعتها بالإضافة إلى أكثر من 80 بالمائة في مجال إنتاج الحليب.

ودعم رحمه الله بناء السدود والحواجز المائية التي بلغ عددها 114 سدا حتى عام 2004 نفذت منها الدائرة الخاصة للمغفور له 67 سدا بتكلفة إجمالية بلغت 700 مليون درهم على نفقته الخاصة.

وطبع نهج السياسة الخارجية بفلسفته الخاصة والتي تعكسها تصوراته الممتزجة بخبرة التاريخ الإماراتي حيث لعبت الإمارات دورا نشطا في محيطها الإقليمي والدولي وامتدت علاقاتها مع القوى المؤثرة.

وفي عهده تم إنشاء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية في الخامس من أغسطس عام 1992 برأسمال مليار دولار أمريكي بما يعادل 67ر3 مليار درهم ورصد 20 مليون دولار سنويا لأنشطتها.. وعلى صعيد مشاريع وأنشطة المؤسسة بلغ حجم إنفاق المؤسسة على مختلف المشاريع في قارة آسيا 15 مليون دولار أما في قارة أوربا وأميركا وأستراليا ونيوزيلندا بلغ حجم المشاريع الخيرية فيها حوالي 18 مليون دولار وفي قارة أفريقيا حتى نهاية عام 1999 بلغ حجم الإنفاق حوالي 17 مليون دولار.

وأسس الراحل صندوق ابوظبي للتنمية عام 1971 من أجل تقديم القروض والمنح والمساعدات الخارجية للدول الشقيقة والصديقة لدعم جهودها الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ووصل إجمالي القروض التي قدمها الصندوق 19 مليار و748 مليون درهم منذ تأسيسه وحتى نهاية عام 2004 .

وحظي القطاع البيئي باهتمام بالغ من زايد وكرس جل حياته وجهده من أجل حماية البيئة وتنميتها ومواجهة قضاياها فنال درع منظمة الأمم المتحدة للبيئة تقديرا على جهوده المخلصة في مجال حماية البيئة ومكافحة التصحر وزراعة الصحراء ونشر الرقعة الخضراء وحصل على 16 جائزة ووساما وشهادات تقدير في مجال حماية البيئة وتنميتها خلال سنوات حكمه.

وتعتبر البنية الثقافية في عهد زايد مفخرة الإمارات والعرب وشكل أهم معالمها وأصبحت وطنية الروح قومية المذهب إنسانية النزعة.

وكان المغفور له يؤكد دائما / ان نسيج البناء العصري في الإمارات تترابط فيه التقاليد مع التحديث بمتانة ووفاق/.. فحرص فقيد الأمة على أحياء تراث الآباء والأجداد وإبرازه وتطويره وتقديمه في حلة جميلة لأبناء الإمارات والنشء بهدف غرس مفاهيم الأصالة والتراث في نفوس الشباب فكسبت الإمارات في عهده رهان "التوازن" بين الصالة والحداثة وبتوجيهاته تم إنشاء جمعية إحياء التراث الشعبي ونادي تراث الإمارات عام 1997 واهتم بإنشاء فرق الفنون الشعبية.

وأسس قضاء نزيها محايدا لا يفرق بين أحد ولا تعلو فيه كلمة فوق القانون ونشر العدل في جميع أرجاء الدولة وبث الأمن والأمان في نفوس أهلها والمقيمين على أرضها فأطلق عليه "رجل الحكمة والعدالة".

واهتم بالمجال الرياضي والشباب باعتباره دعامة المستقبل فأقيمت الملاعب وأنشئت الصالات الرياضية المغطاة والمسابح والمضامير وشيدت مدينة زايد الرياضية في قلب العاصمة ابوظبي عام 1979 لتكتمل مشاريع البنية التحتية للحركة الرياضية والشبابية.

وفي ظل الدعم اللا محدود من الراحل ارتفع عدد الأندية من ثمانية عام 1970 إلى 28 ناديا رياضيا وثقافيا عام 1990 ومن ثلاثة اتحادات رياضية عام 1973 إلى 26 اتحادا وجمعية عام 1996 .

وفي محيطه العربي والإقليمي أثبت المرحوم أنه صاحب تجربة وحدوية فريدة من نوعها في العالم العربي كان يؤمن بأنه لا نصر ولا رفعه للأمة العربية إلا بالتضامن والوحدة والتآزر.

يبقى زايد الرمز والقائد الاستثنائي حاضرا وفي ضمير الإمارات حضور المؤسس الذي يخلف وراءه البنيان أصيلا قويا ومتماسكا وكأنما عهده المزدهر يتجدد في العهد الذي يليه بل في ما يلي جيلا بعد جيل.

إن الحديث عن إنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لا ينقضي وما ذكر إنما هو غيض من فيض.. فلك المجد والذكرى العطرة ولشعبك ولنا العزاء بأنك تركت من يحمل الراية بكل أمانة وإخلاص.

واليوم.. تبدو الإمارات أكثر عزما وإصرارا على تحقيق الحلم الذي ظل على الدوام يداعب فكر المؤسس الراحل ومسيرته ماضية يكملها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وإخوانه الذين تربوا على نهجه ونهلوا من نهره المتدفق.

[kuwaity_pilot]

الله يرحما ويرحم جميع موتا المسليمن
رحيلة خسارة للامارات والخليج كلة

[تايكندو مان]

توفي بو خليفة في شهر كريم تفتح فيها ابواب الجنة وتنغلق فيها ابواب النار

فهذا دليل على حب الخالق سبحانه وتعالى له

كنت آنذاك في الصف الثاني ثانوي علمي وكنت في دولة الامارات مقيم فيها

عيشت في الامارات اكثر من ثلثي عمري

فيابو خليفة

ان العين لتدمع والقلب ليحزن وانا لفراقكك يا زايد لمحزونون

والله يا اخي حطيت ايدك على الجرح

وخير خلف لخير سلف خليفة بن زايد مايقصر ما شاء الله

ربي يحفظ هذا البلد الكريم ووطني الغالي مصر وسائر بلاد المسلمين

مودتي

[ولـــ زايـــد ـــد]

مشكورين على مروركم ومواساتكم

[salem339]

الله يرحمك يا بو خليفة و جعل مثواك الجنة يارب

(( كيف قالوا مات زايد كيف ما هوا في الوجود ** ما يموت اللي وراه مخلف رجال و كتايب ))

اشكرك على الموضوع

[ولـــ زايـــد ـــد]

مشكور اخوي على مرورك

[blue sky]

اي الشيخ زايد رجل يستحق كل التقدير لما صنعه
و فعلا فقدانه فيه حزن كبير
و اسمحلي اضيف عن المغفور له
عن جريدة الاتحاد


المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' منذ العام 1966 عندما تولى زايد رحمه الله مقاليد الحكم في الإمارة التي كانت عبارة عن مجموعة من البيوت المتناثرة على شاطئ البحر يتوسطها قصر الحصن مقر الحكم ولم تكن تعرف الخدمات في ذلك الوقت. ويرجع تاريخ أول إشارة لأبوظبي إلى حوالي أكثر من 400 عام وورد ذكرها في المخطوطة العمانية القديمة ''كشف القمة الجامع لأخبار الأمة'' للمؤرخ سعيد بن سرحان. وكانت مهجورة حتى زارها أحد أفراد قبيلة بني ياس بحثاً عن الماء وإشباع هواية القنص وظهر أمامه ظبي فجأة فصوب سهمه نحوه فأرداه جريحاً في مكانه وعندما اقترب منه اكتشف نبعاً عذباً للماء ومن يومها أطلق شيخ قبيلة بني ياس اسم أبوظبي على هذه الجزيرة وأعلن تحريم الدخول إليها والدفاع عنها من الغزاة.

وكثر بعد ذلك سكان أبوظبي ولكن ظل شيوخ آل بوفلاح يديرون شؤون الحكم من واحة ليوا حتى اتخذ الشيخ شخبوط بن ذياب سنة 1793 من مدينة أبوظبي عاصمة له. مسيرة أبوظبي ملحمة بناء عظيمة وشهدت عند تولي المغفور له الشيخ زايد نقلة تاريخية تبقى علامة فارقة في تاريخ الإمارة والإمارات عموماً، ويعتبر السادس من أغسطس 1966 بداية التحول العظيم وميلاد وطن على يد قائد ملهم. وبين 1966 و1971 كانت السنوات حافلة بالعمل والجهد المخلص ودخل المغفور له الشيخ زايد في سباق مع الزمن للحاق بركب التطور والتحديث ووضع الإمارة ليس على خريطة المدن المتقدمة بل على خريطة العواصم العالمية المؤثرة.

في الستينيات كان العالم من حولنا قد خطا خطوات واسعة على طريق النهضة الصناعية وعصر الآلة والصناعات العملاقة والمدن المتطورة.. وكنا نحن ننظر بدهشة إلى ما يحدث في العالم من انتقال سريع وتطور مذهل في الاتصالات والصناعات والمواصلات والتعليم والصحة، في الوقت الذي كانت تبحث فيه أبوظبي عن شربة ماء كان يشد لها الرحال في رحلة تستدعي أياماً طويلة على ظهور الإبل، ونظام التعليم كان ما زال يعتمد على الكتاتيب وكانت توجد مدرسة واحدة في العين، أما الصحة والطبابة فكانت محدودة للغاية ويوجد مستوصف في العين وعيادة أسنان في دبي بالإضافة إلى مشفى صغير في أبوظبي كان نواة لـ''المستشفى المركزي'' الذي أزيل مطلع العام الحالي لإقامة مجمع طبي مكانه، أما شبكة الطرق والمواصلات فلم تكن موجودة وعدد السيارات كان محدوداً والترحال كان يعتمد على الإبل، والبيوت كانت معظمها من سعف النخيل كانت تغرق في الظلام مع آخر خيط من خيوط الشمس. والمعلم الوحيد في الجزيرة كان قصر الحصن الذي ما زال قائماً حتى الآن يروي قصة الحلم والمعجزة التي تحولت على يدي القائد المؤسس رحمه الله إلى حقيقة تتحدث عن نفسها. هكذا كانت الحال في أبوظبي في منتصف الستينيات وقصة البناء والتحول تشكل ملحمة فريدة قادها المغفور له الشيخ زايد ''رحمه الله'' دخل في سباق مع الزمن دون أن يحرق المراحل، ورسم مسيرة تنمية مدروسة أساسها الإنسان، وسخر الثروة النفطية التي فاء الله بها على البلاد لخدمة الوطن والمواطن، وأكد في مقولته المشهورة ''لا فائدة للمال إذا لم يسخر لصالح الشعب'' وفي الحقيقة أن المغفور له الشيخ زايد نذر نفسه وحياته لإرساء نهضة شاملة في البلاد.

وبدأت تظهر في الإمارة قواعد الإدارة الحديثة، وأمر ''رحمه الله'' بتنفيذ المئات من مشاريع التطوير التي جعلت من أبوظبي محط أنظار العالم. وأقيمت المساكن لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين وبدأت تظهر في أبوظبي الطرق الحديثة وانشئت المدارس والمستشفيات والعيادات الطبية، وبدأت ملامح المدينة تتغير في جميع مجالات التقدم العمراني والزراعي والصناعي والتعليمي.

وركز المغفور له جهده في هذه المرحلة على بناء الإنسان الذي يعتبر ركيزة التنمية.

قصة كفاح طويلة يتحدث عنها كل حجر في كل بيت يسكنه مواطن وكل شجرة نخيل تزين طرقاتنا ويأكل من ثمرها الإنسان والطير وكل مشفى وطريق ومدرسة وميناء ومطار شواهد تحكي عظمة الإنجاز وإرادة القائد الذي تحدى المستحيل وقهر الصعاب ووضع أبوظبي في مصاف العواصم العالمية.

وفي هذه الملحمة العظيمة قال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' في كلمة ألقاها عام 1989 ''اننا ننظر جميعاً إلى السادس من أغسطس عام 1966 كمنعطف تاريخي في حياتنا وعلامة بارزة في اتجاه العمل الوحدوي وبداية نهضة شاملة بكل المقاييس وفي كل القطاعات وترك هذا اليوم الخالد بصماته الواضحة على مسيرة التنمية الشاملة في أبوظبي والتي انطلق منها إرساء دعائم الدولة الحديثة''.

وعلى مدى العقود الأربعة التي حكم فيها الشيخ زايد ''رحمه الله'' أبوظبي واتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة الذي أعلن في الثاني من ديسمبر عام 1971 بفضل جهود القائد المؤسس واخوانه حكام الإمارات، شهدت العاصمة أبوظبي نقلات عملاقة ومراحل تطور مدهشة تواكب متطلبات العصر والغرس الذي غرسه قائد المسيرة ''رحمه الله'' بدأ يأتي ثماره خصوصاً في الثروة البشرية التي أولاها القائد جل اهتمامه ورعايته، وأبوظبي اليوم غير الستينيات، فهي أولاً عاصمة اتحاد الإمارات العربية المتحدة، أول تجربة اتحادية ناجحة ومستمرة بقوة في عالمنا العربي، والعاصمة اليوم تمثل موقعاً متقدماً جداً بين أكثر العواصم العالمية رقياً وفقاً لكل المقاييس، سواء كانت مقاييس الدخل والذي يعتبر من بين أعلى معدلات الدخل في العالم، ومعدلات النمو الأسرع في العالم وتقدمت على عواصم دولية في هذا الإطار وحازت العاصمة على جوائز دولية في تخطيط المدن، وتعتبر أبوظبي اليوم وجهة للاستثمار نظراً لما تتمتع به من استقرار وبنى تحتية متطورة وما توفره من فرص استثمارية ذات عائد مرتفع

[عاشق الطيارات]

الله يرحه برحمته ياااااااااااااااااااااااارب ويغمد روحه الجنة ...ومحد ينسى الي سواااه والكل يشهد له بالخير..الله يحغظ شيخوكم وشيخونا يارب.شكراً لك على المعلومات والموضوع الراااائعين.....