تعد دبي حاليا في رأي كثير من المحللين العالميين ظاهرة اقتصادية ذات تأثير مباشر في الاقتصاد العالمي، وتألقت صورتها بوضوح كبير عبر صفقة زبي أند أوس التي بلغت قيمتها 3,9 مليار دولار·· وذكر تقرير لصحيفة زالإندبندنتز البريطانية أن الشيء الذي يبدو واضحاً من خلال هذه الأزمة الأخيرة، والذي لم يتمكن السياسيون الأميركيون من فهمه أبداً، هو أنهم غير قادرين على تصور مدى القدرة التي تتمتع بها إمارة دبي في مجال الانفتاح الاقتصادي ورسم الاستراتيجيات الديناميكية للعمل والاستثمار على المستوى العالمي· ودبي لا تمتلك إلا القليل من النفط، وربما كان هذا هو السبب الذي يدفع مسؤوليها للبحث عن مصادر أخرى للثروات وعلى رأسها الاستثمارات الكبرى في المشاريع العالمية· وبعد أن تبنت الإمارة نموذج المدينة العالمية كهونج كونج وسنغافورة، فلقد تمكنت من التحول بسرعة عجيبة إلى مركز عالمي للعمل والسياحة· ولعل أهم ما يدعّم هذه المسيرة الاقتصادية الطموحة البنى التحتية المتكاملة والمتطورة التي تتمتع بها دبي ودولة الإمارات كلها، وتعد من الشروط الأساسية لتنفيذ المشاريع الضخمة· ويقول سيمون وليامز من الإيكونوميست: زدبي إمارة صغيرة وذات حجم عمالة صغير إلا أنها عامرة بالأفكار الاقتصادية الضخمة التي تعبر عن المستوى الراقي من التطور الذي تسعى إليهس· ولا تقف شهرة دبي اقتصاديا عند صفقة بي آند أو، فهناك العديد من النماذج الاقتصادية الناجحة التي تحدثت عنها كافة وسائل الإعلام في العالم، من بينها مشاريع إعمار الضخمة، وجزر النخلة، ومدينة العالم، وغيرها من المروعات الضخمة والتي كان آخرها ما أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والخاص بالإعلان عن إنشاء زدبي لصناعات الطيرانس· وبالحديث عن صناعة الطيران، لابد من ذكر زطيران الإماراتز أكبر ناقلة في المنطقة، والتي حققت نمواً قياسياً في عوائدها وقدرتها على التوسع والانتشار، وسجلت أضخم طلب على شراء الطائرات التجارية في التاريخ بما في ذلك أعداد كبيرة من الطائرة العملاقة زإيرباص إيه 380س· أما المشروع الأكثر ضخامة في تاريخ الإمارة فهو مشروع زدبي لصناعات الطيرانس الذي تبلغ مجمل تكاليفه نحو 15 مليار دولار ويتضمن مخططاً لتأسيس شركة للخدمات الجوية يمكنها أن تغطي الحاجات المتنامية في آسيا والشرق الأوسط، وتشمل اختصاصات الشركة الجديدة بناء مطارات عصرية في الدول ذات الاقتصادات الناشئة كالهند والصين إلى جانب تأجير الطائرات وتصنيع قطع الغيار· وجاء في تقرير كتبه المحلل الخبير سعيد شاه في الإندبندت أن هذا المشروع يعد من أضخم المشاريع التي شهدتها المنطقة وسوف يرسخ الموقع الاقتصادي لدبي على الخريطة العالمية كما سيثبت صورتها في مخيلات الاقتصاديين كنمر اقتصادي حقيقي، ولعل من المدهش أن تجتذب دبي التي لايزيد عدد سكانها عن 1,4 مليون نسمة أكثر من سبعة ملايين سائح من كافة بقاع الأرض كل عام، ومن شأن هذا الرقم أن يبين أن الإمارة أصبحت تمثل سوقاً ضخمة للشركات المعنية بالطيران التجاري· وكانت سماء الإمارة شهدت خلال العام الماضي أكبر ازدحام للطائرات في تاريخها، وأشارت إحصائيات حكومية رسمية إلى أن حركة الطائرات في مطار دبي الدولي زادت بنسبة 10,31 بالمئة عما كانت عليه عام 2004 حيث سجل مطارها ما مجموعه 390993 رحلة، ارتفاعاً من 354426 رحلة عام ،2004 ويعني ذلك أن المطار سجل 1071 عملية إقلاع وهبوط في المتوسط في اليوم الواحد· من جهة أخرى، منحت دولة الإمارات العام الماضي تراخيص تشغيل لست شركات جديدة للخطوط الجوية ليرتفع عددها الإجمالي إلى 31 إلى جانب 27 شركة لتشغيل الطائرات· وفي العام الماضي أيضاً تم تسجيل 34 طائرة جديدة مما يرفع مجموع عدد الطائرات التي تقصد مطارات الدولة بانتظام إلى 260 طائرة وفقاً لإحصائيات رسمية صادرة عن هيئة الطيران المدني· وتم أيضاً منح التراخيص لثلاث شركات عالمية متخصصة بصنع قطع غيار الطائرات مما يرفع العدد الكلي لهذه الشركات إلى 20 فيما تم الترخيص لـ19 شركة متخصصة بصيانة الطائرات· وهذا يوضح أن الإمارات العربية المتحدة أصبحت تمثل واحداً من أضخم الأسواق العالمية لصناعة خدمات الطيران التجاري، كما أصبحت شركات الخطوط الجوية الإماراتية تلعب دوراً كبيراً في تعزيز هذه السوق وزيادة عوائدها بالنسبة لكافة الشركاء· وتوقع العديد من الخبراء أن تشهد سوق خدمات الطيران التجاري نمواً مضطرداً خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة· وبلغ مجموع عدد الشركات المشغلة للطائرات في الدولة آخر العام الماضي 497 شركة تضم 15 شركة وطنية· وشهد شهر ديسمبر الماضي أضخم نمو في حركة النقل الجوي في الدولة حيث بلغ عدد الرحلات الجوية المسجلة 37517 رحلة، أو ما يعادل ارتفاعاً بمعدل 11,4 بالمئة عن الشهر ذاته من عام ·2004 ويرى الخبراء أن هذه الأرقام تعد مرتفعة للغاية بالنسبة لبلد يبلغ مجموع عدد سكانه خمسة ملايين نسمة، وربما توحي بالسبب الرئيسي الذي دفع الجهات المشاركة في إنشاء الشركة الجديدة إلى تبني هذا المشروع الريادي·