[EMAD321]

هل تُصلح إيرباص 350 ما أفسده الدهر؟
،، العالم يجتمع في عاصمة الحب .. عاصمة الرومانسية، باريس، قلب فرنسا النابض الذي يلتف حول برج إيفل في رونق جميل؛ إلا أن الحدث لا يتسم بالرومانسية في هذا الوقت بل بالشراسة المحتدمة في الأجواء التي تشبه في قسوتها معركة بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية عدا عن أنها ليست باستخدام أسلحة؛ إنه معرض لوبورجيه في دورته الخمسين أحد أبرز وأهم معارض الطيران في التاريخ البشري وأكثرها نشاطا. المعرض هذه المرة اشتمل على الكثير والكثير، لكننا سنبرز هنا معركة طائرات الركاب من فئة البدن العريض والمدى البعيد، خصوصا مع تزامنه، والإقلاع الأول لأحدث طائرة ركاب في العالم وهي الإيرباص 350 فلمن ستكون الغلبة؟،،
يشهد عام 2013 نقلة نوعية من العيار الثقيل خصوصا أن التقرير الأخير لبوينغ حول سوق طائرات النقل الجوي للتوقعات المستقبلية يشير إلى عودة الطلب الكبير على فئة طائرات الركاب ذات الممرين والبدن العريض والمدى الطويل، وسعة الركاب ما بين 200 إلى 400 راكب بثلاث درجات - قد يتجاوز 6000 طائرة. الأمر الذي يعد بمردود مادي ضخم وانتعاش كبير في سوق النقل الجوي للعقد القادم وهو ما شهد إطلاق بوينغ لعدة نماذج جديدة هي B777-8X و الأضخم B777-9X إلى جانب نموذج أكبر من الدريملاينر B787 هو - 10X في حين شكل تحليق نموذج إيرباص 350 XWB - 900 الجديدة في موعده قبيل افتتاح المعرض بيومين إعلانا بعودة مظفرة لإيرباص بعد أن مرت بظروف صعبة في مجال تسويق طائرات البدن العريض من فئة المدى البعيد والتي كانت تضطلع بها طائرات A340 الرباعية المحرك والتي لم تعد مجدية من الناحية الاقتصادية.
سر الإقبال على الإيه 350
أطلقت إيرباص مشروع طائرتها ذات التصميم المعدل كليا من فئة حجم ما فوق المتوسط وبسعة ثلاثمائة مقعد من طراز «إيه 350 - XWB، والحروف الأخيرة ترمز إلى XWB/Extra wide Body أي بدن بالغ الاتساع والعرض. فكانت النتيجة بدناً اعرض مما سبق بحدود 6 امتار ان لم يكن اعرض، وتصميما ايروديناميكيا انسيابيا متحسنا ومتطورا لسرعة اعلى ومدى اطول والاهم توفيرا اكبر في استهلاك الوقود، ولكن نموذجها جاء اكبر من البوينغ 787، فهو بحجم 777 حيث قررت إيرباص البدء من نقطة انتهاء بيونغ حيث سيكون نموذجها 777 قد بلغ نهايته ولابد من تطوير نموذج يحل محله جديد كليا، وكانت هذه الخطوة ذكية من قبل إيرباص فخصصت بعناية تامة ثلاثة نماذج لنقل الركاب هو - 800 وهو نموذج أصغر بسعة تصل إلى 270 راكبا ومدى طويل يصل إلى 15 ألف كلم تقريبا؛ ونموذج آخر هو -900 وهو نفس النموذج الذي حلق منذ انقسم إلى فئتين القياسية وهي لحمل 300 راكب و أخرى آر للمدى الطويل ومنافس لنموذج بوينغ 777 – 200 إل آر الأطول مدى في العالم؛ والأخير وهو - 1000 بسعة 350 راكبا ومدى يصل إلى 14 ألف كلم.
مصائب قوم عند قوم فوائد
شكل مرور نموذج بوينغ 787-8 بصعوبات فنية كبطاريات الليثيوم وما تتعرض له من حرارة عالية وتسخين غير مبرر, فرصة ما كانت إيرباص تحلم بها، حيث لم يحظ النموذج الأقصر بدنا والأصغر من طائرات 350 خاصتها وهو النموذج -800 بإقبال شديد ولا حتى يكاد يذكر في بادئ الأمر؛ لكن تعثر بوينغ الأخير قد يعيد الطلب عليه كبديل حقيقي وناجح للنموذج 787-8 من بوينغ خصوصا أنه ربما أقل وزنا من الأخيرة لكنه أطول مدى وأكبر سعة وليس لديه وهو الأهم مشكلة بطاريات كتلك لبوينغ والأمر قد يتطور أكثر لمصلحة إيرباص خصوصا مع قرب انتهاء عمر انتاج طائرتها الإيرباص 330 التي حققت نجاحا كبيرا جدا وإقبالا فاق التوقعات لتميزها في اقتصادية التشغيل وسعتها الرحبة.
رجل اسمه هازي
أودفار هازي.. شخصية عالمية في قطاع تأجير الطائرات حيث هو من مؤسسي شركة ILFC العالمية لتأجير الطائرات وأحد أبرز المنظرين في عالم صناعة النقل الجوي؛ فعندما يتحدث هازي ينصت الصانعون لـ«بوينغ وإيرباص» وهذا ما حدث بالفعل قبل أكثر من 5 سنوات أو أكثر، حينما وبخ هازي رئاسة شركة إيرباص الأوروبية من أن نموذج إيرباص الذي كان مقترحا آنذاك قبل النموذج الحالي XWB ما هو إلا نموذج محسن من الإيرباص 330 الأمر الذي أجبر إيرباص على الخوض بمشروع تطوير طائرة جديدة لم ترغب في الحقيقة في انتاجها، خصوصا أنها كانت تركز جل اهتماماتها على تذليل الصعوبات الجمة التي كان يواجهها مشروع عملاقتها A380 والتي بلغت من التعقيد والتطور شيئا لم يسبقه في ذلك سوى مشروع انتاج الكونكورد الأسرع من الصوت قبل أكثر من 40 عاما، وهو ما أفاد إيرباص في سرعة انجاز نموذجها الحالي من طائرة 350 XWB.
بوينغ ترد بقوة
كشفت التوقعات عن خطة طموحة من قبل بوينغ لتطوير نموذجي 777 الأخيرين -200 LR و-300 ER اللذين يحظيان بالعديد من المبيعات ليصبحا B777-8X والأضخم B777-9X والأخير بسعة تصل إلى 400 راكب لتصبح أكبر طائرة ركاب بمحركين في العالم من دون منازع وبقدرات فائقة على قطع المسافات الطويلة جدا مع حمولة أكبر من الركاب والشحن، وبكفاءة عالية واقتصادية في الوقود والعناية بالبيئة، وذلك من خلال تزويدها بجناح جديد كليا مصنوع بالكامل من المواد المركبة ومحركين مطورين من الحاليين GE 90 وبمكونات أكثر خفة، وهذان النموذجان -8 و-9 سيطرحان في عام 2020 بينما قد تتسيد مبيعات إيرباص من فئة 350 - 900 و-1000 الفترة ما بين 2015 و2020 حيث سيشكلان منافسين حقيقيين للبوينغ 777 بنماذجها الحالية.
أسعار الوقود تحدد الطلب
ستستمر أسعار الوقود منذ ارتفاعها عن المعدل عام 2003 في تحديد كمية الطلب على طائرات الركاب وفئاتها وحجمها، بل وستلعب دورا مهما في صياغة نوعية الخطوط الجوية المراد التشغيل عليها من قبل الناقلات الجوية لما بعد العقد المقبل, لكن الغلبة ستكون لمصلحة الطائرات الأحدث والأكثر اقتصادية وهما تحديدا طائرتا بوينغ 787 وإيرباص 350 كونهما مصممتين منذ البداية لهذا الغرض.

المصدر
ط¬ط±ظٹط¯ط© ط§ظ„ظ‚ط¨ط³ :: ط·ظٹط±ط§ظ† :: ظ…ط¹ط±ظƒط© ط*ط§ظ…ظٹط© ظپظٹ ط³ظ…ط§ط، ط¨ط§ط±ظٹط³ :: 20/06/2013


رابط صور معرض بورجيه - باريس

Flickr: Salon du Bourget's Photostream