المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
مشاركة [ 1 ] | ||||
|
||||
|
لا يخفى على أحد حجم التغيرات التي يمر بها العالم اليوم والتي يمكن وصفها بالتغيرات الكونية نحو ما لا نعرف مصيره بعد ، فقد يحسم الصراع لصالحنا على اعتبار أننا أمة عربية إسلامية واحدة وقد تجري الرياح بما لا تشتهي أشرعتنا . فالملاحظ اليوم هو وجود تشتت كبير على مستوى تفكير الفرد العربي ، وذلك بسبب التداخل بين الأجداد والرمال والخيام والتراب وبين متطلبات العولمة ، فيجد العربي نفسه غارقا في دوامة من الحيرة والضياع : هل ينام على الرمال ويسير على نهج الآباء والأجداد أم ينفتح على العالم مستشرقا غدا أفضل في ظل ديننا طبعا ؟ ونتيجة لهذا الصراع أصبحنا نلاحظ تصرفات شاذة في عالمنا العربي يمكن تشبيهها بالغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة فلا هو أتقنها ولا هو بقي على سحنته ! وبالتالي تتخرج من بلداننا دفعات متفوقة من المنحرفين عقائديا وعقليا وأخلاقيا . فالإسلام في المجتمع العربي لم يسلم من الظلم بحيث صارت ممارسات عديدة تمارس تحت ظله وبإسمه ، فالعرب صاروا أكثر الناس ممارسة للعنصرية وتعاطيا للجنس وتبنيا للحقد والكراهية والضغينة تجاه بعضهم البعض، والأكثر إسرافا وتبذيرا ،والأقل قراءة وتحصيلا ، حتى صار الناس يقولون أن في بلاد العرب يوجد اسلام بدون مسلمين وفي بلاد الغرب يوجد مسلمون بدون اسلام .. فأي خير يرجى بعد هذا من أمة سخرت من جهلها وغبائها الامم ؟
نجلس بارتياح في منازلنا الواسعة بعد أن نملأ بطوننا بالحلال والحرام ثم ننعت الغرب بالكفر بل ونحجز لهم مقاعد في جهنم كأننا خزنتها ! ولم نتساءل يوما عن مقعدنا أين سيكون .. كان لزاما علينا أن نحمد الله على وجود الغرب لأن لولاه لما كانت هناك سيارات نباهي بها أمام الناس ونقتني منها الأغلى وإخواننا جياع في مناطق منسية من عالمنا العربي السعيد .. لولا الغرب لما انشغلت النساء بأدوات التجميل وآخر صيحات الموضى وهن اللواتي من المفترض بهن إعداد أجيال المستقبل .. لولا الغرب لما كان الأنترنت ولا شبكات التواصل الاجتماعي التي ننشر فيها يوميا منشورات نقنع فيها أنفسنا بأننا أفضل من الغرب لأننا أمة الإسلام ! لولا الغرب لمات العرب من الأمراض التي لا علاج لها إلا في بلاد الكفار .. لولا الغرب لما كان هناك هندسة ّأو طب أو طيران أو فن أو تشكيل .. ونحن كعادتنا التي باتت تحرجنا نركن إلى عاهات وتقاليد نحتكم إليها في اختيار الملبس، المأكل، شريك الحياة، المهنة، العائلة، أسماء الأبناء والخادمة والسائق ! لأننا لم نفهم من التقدم سوى المظاهر والقشور وتركنا الدواخل تتعفن وتهترئ, بل و أصبحنا نتنافس في الركوع أمام صنم المجتمع والقيل والقال وكأننا خلقنا في هذه الدنيا من أجل إرضاء الناس وليس من أجل إرضاء رب العالمين ، لا عجب لأننا أمة أينما ولينا وجهنا لا نأتي بخير ، فنحن لا نزال نتنازع حول تكتل هنا وتكتل هناك وبين تصنيف بعضنا البعض بين هذا مشرقي وهذا مغاربي ، هذا أسود وهذا أبيض ، هذا غني وهذا فقير، هذا قبيلي وهذا عادي ! وهذا هو الفرق بين ذكائهم وغبائنا .. ذكاء الغرب وغباء العرب . وأنا هنا منذ ثلاث سنوات لا أزال أتساءل متى آن لنا أن نستيقظ وقد تحررنا من كل الترهات والأباطيل التي غرست في وعيينا مذ جئنا لهذه الحياة والتي شوهت فطرتنا السليمة الربانية ، لكن على ما يبدو أنه ما فاز إلا النوام ، فناموا يا عرب الذل حتى تلقي كل مرضعة بمولودها حينها جهزوا ما تقولونه لرب العالمين .. بقلم : طيارة المستقبل ايمان |
|||
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ طيارة المستقبل ايمان على المشاركة المفيدة: | Cpt.Majed (31-03-2014) |
مشاركة [ 2 ] | ||||
|
||||
|
يعطيك العافية على مقالتك فعلا جبتي الواقع العربي المرير " امة ضحكت من جهلها الامم "
|
|||