[طيارة المستقبل ايمان]

حين تقف كل الحروف على الحد الفاصل بين شفتيك وأسماعهم ، و حين تحاول النطق بها وإخراجها للوجود تظل مستعصية على ذلك .. تتقطع أنفاسك وتبدأ بتكرار مقاطع صوتية تجلب لك سخرية أنت في غنى عنها .. تحاول جاهدا أن تخفي ما تبقى من المهزلة بصمت عميق تبتلع معه كل ما كنت تريد قوله وتعتذر عن الكلام ثم تذهب ..
يتساءل الآخرون عن ماذا حل بك أو هل أكل القط لسانك ؟ تتحاشى تبرير تلعثمك وتكتفي بالنظر إليهم في صمت لأنك لن تخبرهم بالتأكيد أن لديك كهرباء زائدة في المخ وأنك تعاني من التأتأة !
لن تخبرهم أنك تعاني من اضطرابات عصبية وأن مخك لا يرسل إشارات سليمة لشفتيك كي تتحركا كما هو مطلوب لنطق بعض الحروف ،، لن تخبرهم أنك تعاني من نقص الثقة في النفس بسبب شيئ أنت غير مسؤول عن وجوده فيك لأنها إرادة الله تعالى ،، لن تخبرهم أن تأتأتك وراثية ،، أنت تتأتئ أخوك يتأتئ وباقي إخوتك لا ،عمك كان يتأتئ في طفولته ووالدك أيضا ! لن تخبرهم بكل هذا فقط سوف تتفادى مواقف تؤدي لإحراجك وستضطر للانعزال ..
ماذا إن كانت مخاوفك تزيد الطين بلة وأنت لا تستطيع التحكم في كل ذلك ؟ ماذا إن صارت إرادتك واهية جدا بحيث لا تجعلك تتخذ قرارا حيال الأمر ؟ ماذا إن كنت فقط تتمنى لو تستطيع الحديث بطلاقة كما الأخرين ؟
ثم ماذا إن كنت تتأتئ في مواقف بعينها دون أخرى ؟
بل وماذا لو لم يكن الآخروف يعلمون بتأتأتك لأنها نادرة الظهور حين تكون معهم في حين أنك تعاني وحيدا ؟
أسألة عديدة لن يحس بوقعها إلا من ذاق من نفس كأسي !

°°°°°°°°°°°°°°
لا بأس أحبتي من بعض الفضفضة الليلة :) فقد فاضت الكأس بما فيها ..