[abood airways]

ماذا يخفي التغير المناخي للطائرات؟

«ناسا» تتوقع تضاعفا في حدة المطبات الهوائية

،، يتفق العديد من الطيارين والمسافرين حديثا على أن هناك تزايدا في حدة المطبات الهوائية وتواترها، وقد بينت دراسة بريطانية أخيرة أن الرحلات الجوية، خصوصا تلك العابرة للمحيط الأطلسي، ستتأثر بالمزيد من الاضطرابات الجوية في المستقبل إذا واصل المناخ تغيره كما يتوقع العلماء. في حين كانت وكالة الفضاء الأميركية ناسا NASA قد كشفت عن تغير مناخي خطر تمثل في رصد هبوط في معدل ارتفاع طبقة الغيوم ما بين 30 إلى 40 مترا( 100 إلى 130 قدما) عن موقعها السابق، خلال السنوات العشر الماضية؛ وهي ظاهرة غريبة ومحيرة من ناحية التفسير، حيث قد يكون لتلك الظاهرة تبعات أخرى لن تكون مريحة بالنسبة للملاحة الجوية. وهذا ما يدعو إلى ضرورة إيجاد حل لمواجهة هذا التغير المناخي الغريب. ،، ان عوامل الطقس الجوي سواء تلك التي على سطح الارض ام تلك التي في الارتفاعات العلوية، تحدد مجرى الملاحة الجوية بالنسبة للمركبات البشرية (سفن، طائرات)، وبالنسبة للطائرات فان ذلك حيوي وضروري جدا، لضمان انجاز الرحلة الجوية لذلك وقبل القيام ببناء خط جوي ما، يتم عمل اجراءات اساسية معينة، مثل الترخيص بالطيران على مثل هذا الخط الجوي المقترح، وتحديد نوع الطائرات المراد استخدامها على مثل هذا الخط المفتوح، وهذا يساعد في اختيار المسار الجوي الامثل، خصوصا من حيث معدلات حالة الطقس الجوي الاحصائية، التي يتم الحصول عليها من قبل هيئة الارصاد الجوية للدولة، الذي يمر بها ذلك الخط الجوي المزمع انشاؤه، وحتى يتم تقدير حمولات الوقود الدنيا في كل مرحلة، فاذا كانت النتائج مرضية بالنسبة للادارة التجارية بالطيران المدني، يتم بعد تقدير التكلفة والربحية الحقيقية لذلك الخط الجوي ومن ثم الحصول على الموافقة الرسمية للمسار الجوي.





التخطيط للرحلة الجوية





من الامور المعقدة في مجال الطيران في هذا الوقت، هو التخطيط للرحلات الجوية البعيدة المدى من دون توقف، التي باتت في ازدياد هذه الايام، خصوصا مع ظهور طائرات متطورة وحديثة قادرة على الطيران بكفاءة واقتصادية عالية من دون نقطة توقف في الوسط لاعادة التزود بالوقود، وعادة ما تتطلب خطة الرحلة الجوية Flight Plan، حساب كمية الوقود اللازمة لاداء الرحلة مع تفصيل بيانات توزيع الوقود، مع اضافة نسبة معينة من الوقود الى الكمية المخصصة للرحلة للحالات الطارئة او الاخطاء الملاحية او عند التعرض لرياح معاكسة، ولان معظم الطائرات الحديثة باتت بمحركين للمدى الطويل جدا، تطلب التعقيد الذي يصحب التخطيط لهذا النوع من الطائرات والرحلات، وضع مدى ملاءمة حالة الطقس في الحسبان بجميع الاحوالِ، كما يجب التمعن ودراسة حركة الرياح في ارتفاعات التحليق في خرائط الطقس الجوية التي تعطي صورة عن حركة الرياح في تلك الارتفاعات،

ارتفاعات التحليق

يتم الطيران لطائرات النقل والشحن الجوي غالبا في الارتفاعات العالية اي ما بين ارتفاعي 29 الف قدم و50 ألف قدم (غالبا لا يتم تجاوز 45 الف قدم)، وغالبا ما تكون عملية التحليق في خط مستقيم خلال تلك الارتفاعات، وتتم في طبقة جوية تسمى التروبوبوز Tropopause وهي الطبقة الانتقالية ما بين طبقتي التروبوسفير السفلى الملاصقة لسطح الارض، وما بين طبقة الستراتوسفيرالعليا، ومن المعروف ان للغلاف الجوي للارض اربع طبقات (التروبوسفير والستراتو سفير والميزوسفير والثرموسفير)، وطبقة التروبوبوز هذه يتفاوت ارتفاعها فوق خط الاستواء الى 65 الف قدم، بينما هي اقل علوا على القطبين حيث 20 الف قدم ارتفاعا، لكن الفريد في هذه الطبقة هو ثبات درجة الحرارة تقريبا الى 56.5 درجة تحت الصفر، وهو ما يجعل من الطيران خلالها بالنسبة لكفاءة المحركات امرا غاية في الاهمية، حيث ان درجة الحرارة المتدنية تلك لا تنهك المحركات، بل تجعلها تعمل بكل كفاءة واقتصادية عالية.






التيارات الهوائية النفاثة

يحدث في طبقة التروبوبوز Tropopause التيارات الهوائية النفاثة او «الجيت ستريم Jet Stream» التي هي عبارة عن انابيب من الهواء المتدفق بعنف، وبعرض يصل الى 160 كلم وبعمق 3 كلم، وهي تلعب دورا في توازن درجة الحرارة العالمية، وتصل سرعاتها الى سرعات جنونية احيانا بما يتجاوز 500 كلم/ساعة وربما 600 كلم /ساعة حسب التغير في درجة الحرارة واختلاف الضغط الجوي للارضِ، ولان الارض كروية فانها تتعاكس في الاتجاه من خط عرض الى آخر.

مطبات هوائية غير مرئية





هناك العديد من الظواهر غير التيارات النفاثة التي قد تعيق الطائرات عندما تكون معاكسة لمساراتها، وعامل مساعد عندما تكون خلفها فتدفعها، فتصبح عاملا اقتصاديا لها. فمثلا هناك نوع معين من الغيوم يطلق عليه سيروس Cirrus وهو سحاب رقيق مرتفع كأنه ريشة عملاقة، تتكون من جسيمات ثلجية، وعلى الرغم من انها قد لا تؤذي الطائرات فانها احيانا قد تتضمن اضطرابات هوائية (مطبات) عنيفة مزعجة او بما يعرف ‹بالكات Cat او Clear Air Turbulence اي مطبات هوائية غير مرئية تنتج عن اصطدام طبقة هوائية دافئة باخرى باردة عن طريق الجيت ستريمز التيارات الهوائية المتدفقة او النفاثة، وكثيرا ما يلاحظها الركاب على الرغم من صفاء الجو.






عامل الحجم





تختلف حدة تأثير المطبات الهوائية من طائرة الى اخرى من عدة نواح اهمها: حجم الطائرة، التحميل على الجناح، السرعة الهوائية، واداؤها. عندما تنتقل الطائرة اثناء تحليقها في الجو من اتجاه تيار هوائي الى آخر، اي بمعنى ادق، عندما تغير الطائرة من اتجاهها بالجو عند سرعة معينة، يحدث لها تغير في مستوى تسارعها، وبالطبع اذا كانت سرعتها ابطأ، فإن التغير بمستوى تسارعها سيكون اكثر تدرجا وثباتا لذلك فإن أول قاعدة من قواعد الطيران اثناء حدوث مطبات هوائية هو تقليل سرعة الطائرة الهوائية، وغالبا ما يكون ذلك مدونا في كتب اداء الطائرة من قبل المصنع، وتختلف سرعة دخول اجواء المطبات الهوائية من طائرة الى اخرى. ان الطائرات الكبيرة الحجم مثل الجامبو تكون عادة اكثر ثباتا عند التعرض للمطبات الهوائية، بينما تكون الطائرات الاصغر حجما اكثر تعرضا وتأثرا بالمطبات الهوائية، الا ان لكل قاعدة شواذ، حيث قد يلعب تصميم الطائرة ومدى انسيابيتها دورا في زيادة أو نقصان ذلك.

لا يمكن التحكم بالطقس وتقلباته، لكن يمكن التحكم في خط سير الطائرة، لذلك ينصح دوما وابدا بتجنب الطيران قريبا او خلال الاجواء المضطربة والمسببة للمطبات الهوائية قدر الامكان، لذا فان دراسة حركة الرياح على ارتفاعات التحليق، خصوصا في الوقت الحالي، حيث يشتد ازدحام الاجواء يوما بعد يوم يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار، كما ان ادراج اجهزة ملحقة بشبكة اقمار صناعية مخصصة لرصد ومراقبة الطقس على مدار الساعة بالطائرات، سيوفر صورة اكثر دقة وشبه فورية عن مدى تحركات واتجاه الرياح اثناء الرحلات الجوية، مما قد يوفر الكثير على الناقلات، وبالطبع رحلة اكثر سلاسة وهدوءا بالنسبة للركاب.

أهمية معرفة اتجاه الرياح

عند الطيران بالطائرة في الارتفاعات العالية او حتى الدنيا منها، لا بد من اخذ اتجاه الرياح في الحسبان، لذلك فان الرياح «الذيلية» Tailwind اي الخلفية التي تدفع الطائرة تكون محبذة طوال الوقت، لكن عندما يكون اتجاه التحليق بعكس تلك الريح (الرياح الامامية) Headwind فان الحيطة والحذر مطلوبان عند تخطيط الرحلة قبيل الاقلاع لحساب كمية الوقود المناسبة لاكمال الرحلة، فالرياح الامامية او المعاكسة او العكسية - كما يتم تداولها احيانا - تعمل على كبح سرعة الطائرة وتزيد من كمية صرفها للوقود. ولكي نعرف ان الرياح باتجاه عكسي او خلفي، يكون عن طريق ملاحظة الفرق ما بين السرعة الهوائية والسرعة الارضية. فالسرعة الارضية Ground Speed هي سرعة الطائرة بالنسبة الى سطح الارض، وتتوقف على اتجاه الريح، اما السرعة الهوائية Air Speed فهي سرعة الطائرة بالنسبة الى الهواء المحيط، فاذا كانت السرعة الهوائية اقل من السرعة الارضية فان ذلك يعني ان الطائرة تتعرض لرياح خلفية، اما اذا كان العكس فان الطائرة تتعرض لرياح معاكسة.

ط¬ط±ظٹط¯ط© ط§ظ„ظ‚ط¨ط³ :: ط·ظٹط±ط§ظ† :: ظ…ط§ط°ط§ ظٹط®ظپظٹ ط§ظ„طھط؛ظٹط± ط§ظ„ظ…ظ†ط§ط®ظٹ ظ„ظ„ط·ط§ط¦ط±ط§طھطں :: 16/05/2013

المصدر : جريده القبس الكويتيه

[عبدالله عودة]

تقريرر جميل
سلمت يداك

[THE LORD KSA]

شكرا على نقل المقال مفيد جدا كابتن