أصبحت ميساء هزيم على "قمة العالم" بالفعل، حيث إنها أصبحت أول امرأة بحرينية تتأهل لمنصب ضابط أول في شركة طيران الخليج. وعندما خرجت من قمرة القيادة في طائرة من طراز "أيه 320" بعد إكمالها بنجاح لآخر الفحوص التي خضعت لها، قالت: "أنها أعظم لحظة مليئة بالفخر بالنسبة إلي".
وفي حفل استقبال أقيم في مكتبه، قدّم الكابتن حميد علي نائب الرئيس لشؤون العمليات في شركة طيران الخليج التهنئة إلى ميساء تقديراً لها على هذا الإنجاز الذي حققته، وتمنى لها النجاح في مسيرة عملها.
وقال أيضاً: "إن ما حققته ميساء يعتبر إنجازاً خارقاً بكل المقاييس، حيث كان يتعيّن عليها تجاوز العديد من الصعاب التي تعد مفعمة بالتحديات والمتطلبات. وفضلاً عن ذلك فقد خضعت لبرامج صارم من التدريبات على مدى عامين كاملين، ولم يكن هناك أي محاباة أو تساهل معها كونها امرأة".
وأضاف أيضاً: "فضلاً عن ذلك، يسود اعتقاد في هذا الجزء من العالم على وجه التحديد أن مهنة الطيران حكر على الرجال، وينظر إلى النساء على أنهن أقل مهارة للعمل في هذا المجال".
"غير أن ميساء تمكنت من تحطيم هذه القيود والتغلب على الأفكار المغلوطة، وأظهرت أنها على درجة مماثلة من القدرة والموهبة مع الرجال، ولذلك فإنها تعد نموذجاً حياً واضحاً للمرأة البحرينية الناجحة، وأنا على يقين تام من أن ما أنجزته سيفتح الأبواب على مصراعيها أمام الكثيرات من النساء البحرينيات اللواتي يتطلعن إلى تحقيق إنجازات مماثلة".
"إن ما قامت به من عمل جاد وشغف وحماسة نحو التعلم، إلى جانب ما أظهرته من تصميم لتحقيق هذا الإنجاز سيساعدها أيضاً لكي تصبح في وظيفة كابتن في المستقبل القريب".
وتجدر الإشارة إلى أن ميساء درست الهندسة الإلكترونية من جامعة البحرين، وتخرجت في العام 2000، وعملت في وظيفة ضابط الحركة الجوية في مطار البحرين الدولي على مدى عامين، وذلك قبل أن تنضم إلى برنامج تدريب الطيارين لدى شركة طيران الخليج في العام 2004.
ويضيف الكابتن حميد علي: "لقد خضعت ميساء لعملية الاختيار المعيارية في مراحل عديدة من الاختبارات والمقابلات، ووقع الاختيار عليها بناء على معايير نزيهة بعد أن خاضت المنافسة مع أكثر من 400 مرشح كانوا قد تقدموا للالتحاق بهذا البرنامج. وفي نهاية المطاف تمكنت من إكمال متطلبات التدريب بنجاح، تماماً مثل المتدربين الآخرين".
ويعتبر برنامج تدريب الطيارين لدى شركة طيران الخليج جزءاً من برنامج التدريب للمواطنين الخليجيين الذي أطلقته الشركة لمواطني الدول المالكة لها. ويتعين على المرشحين الذين يقع الاختيار عليهم إكمال فترة التدريب الأولية على مدى 18 شهراً بنجاح تام حتى يتم استيعابهم في وظيفة "ضابط ثانٍ"، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة النهائية ومدتها 4 أشهر من التدريب ليصبح المتدرب بعد ذلك مؤهلاً لوظيفة "ضابط أول".
وتقول ميساء: "إن كل مرحلة من التدريب كانت تشتمل على الكثير من التحديات والمتطلبات، لكنها كانت ممتعة جداً. وفي هذه المناسبة يطيب لي أن أعرب عن عظيم امتناني إلى شركة طيران الخليج وإلى المدربين الذين أشرفوا على تدريبي وإلى والدي اللذين قدّما الدعم والتشجيع لي طوال مدة التدريب".
وتضيف ميساء: "إنه شعور عظيم أن أعمل طياراً لدى شركة طيران الخليج، ومن جهتي أعتقد جازمة أنه يمكن لكل امرأة تحقيق مثل هذا الإنجاز، ولكن ما يتعين على أي شخص القيام به هو العمل بإخلاص وبطريقة جادة وبروح منافِسة وأن يظهر العزيمة والإصرار على النجاح".
ويقول ناصر السالمي كبير طياري أسطول "أيه 320" والمدير المكلف بتدريب ميساء: "إن ميساء فتاة موهوبة وجادة. وطوال مدة برنامجها التدريبي لم تتوقع أي تساهل معها أو أن تحظى بمعاملة مختلفة عن زملائها، واتبعت جميع القواعد الخاصة بالبرنامج مثل المتدربين الآخرين، وتمكنت من إظهار جدارة تامة، وأتمنى لها أن تصبح كابتن في القريب العاجل".
لمتابعة الخبر من المنتدى
تاريخ النشر: 2007-02-05 15:01:38 |