[الكابتن القطري]

بسم الله الرحمن الرحيم




رمـضانـيات ( 2 )
(( الإسـطـورة ))

في مكان ما ، عند أحجار الجبال وفي زوايا القرى وتحت الأشجار ، ولد طفل ، طفل لم يكن كباقي أطفال القـرية
كان مختلف عنهم بعض الشيء ، لم يعلم والده ما هو ذالك الإختلاف ولـ إمه الفقيره المسكينه
لكن الذي لاحظوه إنه لايلعب مع أطفال القـرية ككل طفل يولد فيها ، لا يتحدث كثيراً
وحيد وغامض ، إن أراد التحدث ، تحدث مع نفسه ، لم يتحمل الوالد هذا الوضع وكذالك الوالده
خرجوا ومعهم طفلهم وذهبوا إلى مركز القـرية الصحي وقابلوا الطبيب هناك ليخبروه ماذا يجري
مع إبنهم وكشف عليه الطبيب وتم تشخيص حالته وقال الطبيب في الأخير لاتقلقوا إنه صغير جداً
وإذا كبر قليلاً سوف يخرج إلى المجتمع والقـرية بشكل أوضح وأفضل ، خرج الوالد والإم في طريقهما
إلى المنزل وفي الطريق حدثت الكارثة إنقلبت عربة الخيول بهم وهاجت الخيول وأخذت تجري
فـ أتى مأمور القـرية ومعه الإسعاف وشاهد هذه الحادثة نصف أهل القـرية و على وجوههم تعابير
الخوف والحزن ، إنتشر النبأ المحزن في وسط المكان والد و والده سيف توفاهم الله
أخذ الكل يسئل وما الذي حدث للطفل الذي كان معهم أين سيف ، أين طفلهم النساء تصرخ بـ أعلى
صوت إبحثوا عن الطفل أسفل العربة ولكن بعد البحث والتحري لم يجدوا له أي أثر ، تم نقل الجثتين
وإستمرت عمليات البحث عن سيف في كل مكان من موقع الحادثة إلى الأماكن المجاورة لها
وإنتشرت الأخبار في القـرية بخبر إختفاء الطفل إبن أصحاب الحادث وإنتشرت المكافئات لمن يراه
وتم الإعلان وسط القـرية ، ومع مرور الوقت وفجر يوم جديد لم يكن هناك جديد
وصل صدى الموضوع إلى قصر القـرية وعلم ملك القـرية بالموضوع وبدأ بـ إعطاء الأوامر
بـ البحث ليلاً نهاراً وإستعاره القوات من القرى المجاورة ، ومرت الأيام والأسابيع والشهور
حتى أتى يوم وتوقفت فيه عمليات البحث هذه كلها وحفظت قصة الطفل في ذاكرة القـرية كلها
بعد سنتين عاد رجل إلى القـرية ونزل في منزل بعد تأجيره وسكن فيه لكن أراد ان يصرف على نفسه
وقدم على عمل في القـرية ، عمل بسيط وهو حارس لـ إحدى الأسواق في القـرية وبدأ عمله
في يوم من الأيام حصل حريق في أحد المتاجر وإنتقل بين أروقه السوق ، بسرعه البرق ذهب
إلى نهر القـرية مع دلو صغير جمع فيه الماء واتى مسرعاً إلى السوق وقام برش الماء وسط مصدر الحريق
وهومتجر الأقمشة ومن ثم سمع صوت بكاء طفل بكاء قوي أسرع إلى مخزن المتجر ونظر إلى الطفل ومن
حوله يحوم الحريق يمينا وشمالاً خاطر بنفسه وأنقذ ذالك الطفل ومن ثم جلس يبحث عن والده وعائلته
إتضح إنه لم يكن له عائلة في هذه القـرية فـ أجلسه معه في وسط المنزل وإعتنى به وسماه جمال
كبر جمال وأصبح صديقه الوفي وعمل معه في حراسة السوق بعد مرور سنين على الرجل في هذه
الوظيفة ، في يوم من الأيام وفي ليلة مظلمة تم سرقة متجر المجوهرات في السوق وإتهم حارس الأسواق بذالك
تم سجن هذا الرجل وصديقه جمال لم يعرف ماذا يفعل الان حتى ضحى بنفسه وقال أنا من سرقت المجوهرات
خرج الرجل من السجن ، و زار جمال في محكمة القـرية وقال أنت لم تفعلها لماذا لفقت لنفسك هذه التهمة
قال له ألم تنقذني في يوم ها أنا إنقذك اليوم ، قال لا لن أدعك هنا أنا وانت مظلومين وذهب مسرعاً
إلى قصر القـرية وقال إريد أن إقابل الملك لم يستطيع ولكن أصر على ذالك حتى حدد له موعد المقابلة
وعاد في الطريق وإذا عربة خيول إنقلبت أمامه فيها عائلة ذهب مسرعاً إلى العربة وأنقذ من فيها
كان فيها طفلين و والدهما أنقذهم جميعاً ، إنتشر موضوع حارس الأسواق في وسط القـرية
إنه هو من اطفىء حريق السوق وأنقذ طفل فيه وهو من انقذ عربة العائلة المقلوبة
وأصبح صدى الموضوع واسع في بطولاته في القـرية من مساعدات وأصبح محبوب من طرف القـرية
جميعها ، جاء موعد المقابلة مع الملك ودخل عليه ثم قال له نحن مظلومين بتهمه سرقة متجر المجوهرات
أنا حراس كيف سـ أسرق وجمال المسجون أيضاَ مظلوم مجرد طفل كبر مع الأيام وعمل معي وساعدني
وأراد أن يرد لي الجميل بـ تضحيته لنفسه وقوله إنه هو من سرق ، سئل الملك ولماذا يضحي بنفسه
قال الرجل لأني أنقذته ليس لديه إم ولا أب ولا عائلة ، قال الملك ماذا طفل ليس لديه عائلة
نعم إنه هو الطفل الوحيد سيف الذي إنقلبت عربة الخيول به وبـ عائلته قبل سنتين
أين هو أين هو ، قال الرجل حارس الأسواق وهو يبكي حضره الملك
سيف هو الذي واقفاً أمامك ويتحدث معك ، أنا سيف الطفل الوحيد الذي ذهبت عنه عائلته
في حادثة عربة الخيول لماذا ذكرتني لماذا ..... الملك : أنت سيف أنت الطفل الغامض
قال نعم ، الملك لم يتردد لحظة في إخراج جمال اليتيم الأخر من السجن
وإنتشر موضوع سيف أمام القـرية إنه مازال على قيد الحياة وهو الطفل الذي إختفى ليله الحادثة
فرح شعب القـرية بالخبر ، أتت بعد سنة إنتخابات الرئاسة وجميع اهل القـرية إختاروا سيف ملك لهذه القـرية
ولقب بـ الإسطورة وتطورت القـرية إلى أن أصبحت مدينة على يد سيف
وتم إلغاء عربة الخيول وإستبدالها بمركبات وتم تطوير سلك الشرطة في المدينة وأصبح سيف
إسطورة المدينة وملكها

تحياتي