[Flying Way]

تحدثنا، عزيزي المسافر، في عدد شهر يناير 2007م عن الأسباب التي تستدعي قائد الطائرة إلى إلغاء عملية الهبوط وأشرنا أيضاً إلى أن وسيلة السفر بالطائرة هي آمن وسيلة نقل على الإطلاق طبقاً للإحصاءات التي تبين أن عدد ضحايا حوادث الطائرات على مستوى العالم يقل بكثير عن حوادث ضحايا السير السنوية في بعض المدن الكبرى. كما أن الدراسات تشير إلى أن لو كان هناك مسافر يستطيع السفر جواً كل يوم على مدى يفوق 30.000 سنة قبل أن يتوقع أن يكون ضحية لحادثة جوية، كل ذلك بعد مشيئة الله نتيجة ما تعتمد عليه شركات تصنيع الطائرات من تقنيات حديثة وما تحرص عليه نظم مراقبة الملاحة الجوية من إدارة الأجواء بكفاءة عالية، وكذلك ما توليه شركات الطائرات من اهتمام بالغ للحفاظ على صلاحية وسلامة طائراتها والتأكد من جودة تدريب وتأهيل كوادرها والتقيد بقوانين وأنظمة هيئات الطيران المدني الدولية.




ما تقوم به هذه الهيئات واتحادات النقل الجوي ومُصنّعي الطائرات ومؤسسات سلامة الطيران من مؤتمرات وندوات دولية مشتركة والخروج بتوصيات تصحيحية تهدف إلى تطوير مستمر لصناعة الطائرات ورفع يقظة نظام مراقبة الملاحة الجوية وتحسين سلامة مهابط الطائرات ووضع البرامج الوقائية لمعالجة الأسباب الحقيقية أو المشكوك فيها لمواكبة تحديات التزايد الطردي لعدد الطائرات والمسافرين إضافة إلى صعوبة الظروف التشغيلية وقسوة الطبيعة والتي تتطلب دقة في التخطيط وتكامل في التنسيق بين الناقلات الجوية وهيئات الطيران المدني محور حديثنا في هذا العدد لأجل تذليل تلك الصعاب لضمان بيئة وأجواء سليمة وآمنة للطائرة منذ إقلاعها من محطة المغادرة إلى هبوطها في محطة الوصول نوجزها لك عزيزي المسافر لتكون على دراية بما نقوم به بعد مشيئة الله من جهد لضمان سلامتك.


أولاً: التخطيط المسبق للرحلة


تقوم إدارة الملاحة الجوية بالعمليات الجوية بإرسال جميع الخطط الأولية لجميع الرحلات الجوية المجدولة آلياً إلى مركز وحدة المراقبة الجوية التابعة للهيئة العامة للطيران المدني السعودي بفترة لا تقل عن ثلاثة أسابيع لكي يتمكن من معرفة حجم الحركة الجوية التي يجب عليه التخطيط لها. وتحتوي هذه الخطط في العادة على معلومات أولية مثل مسار ونوع الطائرة، رقم الرحلة، محطة وموعد الإقلاع، محطة المقصد، المطار البديل وعدد الركاب المتوقع وكذلك الارتفاع المطلوب والذي يكون في العادة ارتفاعاً زوجياً للطائرات المتجهة للغرب على سبيل المثال (34.000) قدم وارتفاعاً فردياً للطائرات المتجـهة للشــرق على سبيـــل المثال (33.000) تفادياً لاحتمالات إلاصطدامات الجوية.


يأتي بعد ذلك دور المرحل الجوي التابع للناقل الجوي والمؤهل تأهيلاً عالياً والمرخص دولياً بتحمل مسؤولية الإعداد المسبق لمتطلبات الرحلة ومتابعتها أرضياً إلى أن تصل وجهتها وفق معايير وقوانين وأنظمة دولية آخذاً في الاعتبار عنصر السلامة كأول العناصر الأساسية لضمان سلامة الرحلة مستنداً على المعطيات التالية:


● النشرات الملاحية:(NOTAMS)


يقوم المرحل الجوي بجمع ما يرد من معلومات في جميع النشرات والبلاغات المحلية والدولية فيما يُعرف باسم (NOTAMS) عن مطار الإقلاع ومطار الوصول والمطار البديل وكذلك عن نقاط الملاحة والممرات الجوية التي ستسلكها الطائرة حسب خطة الرحلة كذلك أي معلومات حديثة أخرى قد تؤثر على سلامة الطائرة في المجالات الجوية لجميع الدول التي تعبر الطائرة أجوائها إضافةً إلى جميع المعلومات الفنية عن الطائرة.


* حالة الطقس:


تُدخل المعلومات المحدثة عن حالة الأجواء وحالة المطارات في نظام معلومات العمليات الجوية(FOIS) والتي تحدث على مدار الساعة من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة(MEPA) ومن بعض الشركات الدولية المتخصصة في تقديم معلومات الأرصاد الجوية بواسطة الأقمار الصناعية ومن أشهرها شركة (Jeppesen) والتي تُزود المرحل الجوي، حسب طلبه، بمعلومات جمة عن الأحوال الجوية التي قد تعترض مسار الطائرة، فعلى سبيل المثال (شكل رقم 1) والذي يمثل لقطة مصورة لقارة آسيا بواسطة الأقمار الصناعية توضح مناطق المطبات الهوائية في طبقات الجو العليا ما بين ارتفاع 30000 قدم و35000 قدم الناتجة عن التيارات الهوائية المتجهة في العادة من المناطق الباردة إلى المناطق الدافئة والتي يتولد منها، وبالأخص في فصل الشتاء، تيارات نفاثة تصل سرعتها إلى أكثر من 200 كم في الساعة كما هو مبين في الشكل وقد تصل في بعض الأحيان لأكثر من 400 كم في الساعة مسببة اضطرابات جوية هائلة ينتج عنها مطبات هوائية عنيفة تتدرج قوتها كما هو موضح في الشكل من اللون الأخضر وصولاً للون الأزرق الأكثر عنفاً. ولك أن تتخيل عزيزي المسافر ما يمكن أن يقع على كوكب الأرض من دمار لو كانت هذه الريح على مستوى سطحه ولكن رحمة من الله بعباده أن جعلها في طبقات الجو العليا، ومع ذلك فهي لا تُشكل أي خطر إطلاقاً على الطائرة على ذلك الارتفاع وكل ما ينتج عنها ليس إلا (نوع من الإزعاج) لركاب الطائرة نتيجة ارتجاج جسم الطائرة والتي صممت لتحمل أعنف المطبات الهوائية والتي قليلاً ما تحدث وكل ما عليك فعله عزيزي المسافر في مثل هذه الحالات هو التأكد من ربط حزام مقعدك والبقاء مطمئناً فليس هناك أدنى خطر على سلامتك. فقائد طائراتك حريص أشد الحرص على تفاديها بالتنسيق مع المراقب الجوي إما بتغيير ارتفاع الطائرة أو تغيير مسارها إذا لزم الأمر. كما أن شدة سرعة هذه الريح لها تأثيراً على مدة زمن الرحلة بما يتناسب مع اتجاه وسرعة الريح، وبالأخص في فصل الشتاء. فإذا كانت الطائرة تطير بعكس اتجاه الريح يطول زمن الرحلة والعكس صحيح وهذا ما يفسر تساؤلات معظم المسافرين عن طول زمن الرحلات المتجهة إلى الغرب عنه عن الرحلات المتجهة إلى الشرق.







كما يقوم المرحل الجوي أيضاً بعمــل مسـح كــامــل لمواقـــع العـــواصف الرعدية التي قد تعترض مسار الرحلة. ويمثــل (الشكل رقم 2) حالة الطقس المتوقعة لمنطقة الشرق الأوسط في طبقات الجو العليا والذي يمثل فيه الخط الحلزوني الأخضر وجود عواصف رعدية متفرقة حول حوض البحر الأبيض المتوسط على ارتفاع 34000 قدم وكذلك تيار نفاث متوقع شمال المملكة العربية السعودية سرعته 260 كم في الساعة.





وبناءً على ما تقدم ذكره...يقوم المرحل الجوي قبل موعد إقلاع الرحلة بفترة لا تقل عن خمس ساعات بمراجعة جميع هذه المُعطيات ومن ثم يقوم بتحديث خطة الرحلة التي قد تم إرسالها مسبقاً إلى مركز وحدة المراقبة الجوية ويطلب تغيير مسار الطائرة إذا لزم الأمر تفادياً لمخاطر العواصف الرعدية أو المطبات الهوائية أو خلاف ذلك من مخاطر أخرى، بعدها يقوم بإرسالها آلياً إلى مركز وحدة المراقبة الجوية بفترة لا تقل عن ساعتين قبل موعد إقلاع الرحلة.


كما يقوم المرحل الجوي أيضاً بتجهيز خطة مفصلة للرحلة لقائد الطائرة بناءً على خطة الرحلة المبدئية التي قد تم تحديثها للمراقب الجوي تحتوي على سبيل المثال مسافة ومسار الرحلة من محطة المغادرة إلى محطة الوصول ومنه إلى المطار البديل (في حالة تعثر هبوط الطائرة نتيجة للأسباب التي ذكرناها) وكذلك درجات الحرارة واتجاه وسرعة الرياح المتوقعة بين النقاط الجوية على خط الرحلة إضافةً على كمية الوقود المستهلكة بين تلك النقاط وكذلك الارتفاع التدريجي للطائرة. فكلما قل وزن الطائرة نتيجة استهلاك الوقود كلما طالب قائد الطائرة بالصعود لارتفاع أعلى بهدف تقليل استهلاك الوقود وزيادة سرعة الطائرة والتي قد تصل إلى ارتفاع 36000 قدم بمعدل 800 كم في الساعة تتزايد أو تتناقص حسب سرعة واتجاه الرياح الخارجية كما ذكرنا أعلاه.


تنفيذ خطة الرحلة


يتوقف تنفيذ خطة الرحلة على قرار قائد الطائرة صاحب الصلاحية النهائية، فعند وصوله إلى مكتب الترحيل الجوي يقوم مع بقية أفراد طاقم مقصورة القيادة بمراجعة جميع المستندات والمعلومات مع المرحل الجوي وكذلك خطة الرحلة ومن ثم يعطي قائد الطائرة موافقته من عدمها بالتوقيع على تصريح المرحل الجوي والذي يحتوي في العادة على كمية الوقود المطلوبة للرحلة من نقطة المغادرة إلى نقطة الوصول إضافةً إلى كمية الوقود المطلوبة للوصول إلى المطار البديل وكذلك إضافة نسبة 10% إلى مجمل الوقود كوقود احتياطي لاستخدامه في أسوأ الظروف حيث قد يصل إجمالي كمية الوقود على طائرة من طراز بوينج 747 (جامبو)


على سبيل المثال إلى 170 طن على الرحلات طويلة المدى والتي قد يبلغ مدى طيرانها دون توقف 15 ساعة. كما يحتوي التصريح أيضاً على معلومات عن حالة الطقس المتوقعة لمطار المقصد والمطار البديل وكذلك لجميع المطارات التي تقع على مسار الطائرة.


يقوم طاقم مقصورة القيادة عند وصولهم الطائرة بمراجعة سجل الطائرة الفني وعمل الفحوصات اللازمة للتأكد من سلامة الطائرة داخلياً وخارجياً حسب قوائم محددة، كما يقوم طاقم مقصورة الركاب بالتأكد من سلامة مقصورة الركاب ومن ثم يقوم طاقم مقصورة القيادة بإدخال جميع معلومات الرحلة والتي من ضمنها خطة الرحلة في جهاز إدارة نظم الملاحة. وعند طلب طاقم مقصورة القيادة التصريح بتشغيل المحركات يقوم المراقب الجوي بتغذية الحاسب الآلي في مركز المراقبة الجوية بعد التأكد من المعلومات والتي تُرسل تباعاً من قبل المراقبين الجويين في جميع الدول التي ستعبر الطائرة أجوائها. وقبل دخول الطائرة في أجواء الدولة المجاورة يقوم المراقب الجوي بالاتصال هاتفياً بالمراقب الذي يليه للتأكد من استلامه متابعة الطائرة في أجوائه والذي بدوره يتواصل مع طاقم مقصورة القيادة، وتكون الطائرة في جميع الأحوال مراقبة عن طريق شاشات رادار المراقبة الجوية بدقة متناهية من قبل المراقبين الجويين (شكل رقم 3) حيث تعطى كل طائرة رقم معين يتم إدخاله في جهاز في الطائرة حيث تظهر فيه على شاشة المراقب الجوي على شكل نقطة بيضاء بينما تظهر بجوارها المعلومات الخاصة بها على سبيل المثال رقم الرحلة، ونوع وسرعة واتجاه وارتفاع الطائرة. وكذلك تبين الشاشة المسارات الجوية ويتم متابعة الطائرة تباعاً من قبل مراكز المراقبة الجوية في كل بلد إلى أن تصل إلى محطة الوصول بسلام.


وبعد إقلاع الطائرة من محطة المغادرة يقوم قائدها بتشغيل الطيار الآلي والذي قد يتساءل الكثيرون عن ماهيته والذي ليس إلاَ إحدى التقنيات المهمة لتسهيل مهام قائد الطائرة بحيث يتلقى تعليماته آلياً من العديد من مصادر معلومات الطائرة الداخلية، أحد أهمها جهاز إدارة نظم الملاحة الجوية والذي يعتمد على المعلومات المدخلة من قبل طاقم مقصورة القيادة ويحدد موقع الطائرة آنياً عن طريق الأقمار الصناعية ومحطات الملاحة الأرضية كما يتلقى الطيار الآلي أوامره التنفيذية من قائد الطائرة ويتم متابعة أدائه الملاحي بدءاً من محطة المغادرة إلى محطة الوصول من قبل قائد الطائرة ومساعده على شاشتي ملاحة منفصلتين لكل منهما (شكل رقم 4)



تقوم بالعديد من الوظائف منها معلومات ملاحية تستسقي معلوماتها عن طريق جهاز إدارة نظم الملاحة الجوية للطائرة. ويظهر أيضاً في نصف الدائرة نموذج مصغر للطائرة ونقاط الملاحة الجوية الواقعة على مسار الرحلة. كما يظهر في أعلى الشاشة شريط درجات البوصلة لتحديد زاوية اتجاه الطائرة (180) درجة والذي يمثل زاوية اتجاه الطائرة الحالي. كما يمكن أن تستخدم كشاشة رادار لتحديد العواصف الرعدية والتضاريس الأرضية بواسطة استخدام أصداء الموجات اللاسلكية حيث يظهر بمحاذاة الزاوية (130) درجة عاصفة رعدية يتدرج لونها من اللون الأحمر الأغزر لكثافة قطرات الماء داخل العاصفة والأكثر خطورة إلى الأقل خطورة كما هو مبين باللون الأخضر حيث يتفادى قائد الطائرة الوقوع في خضمها بالابتعاد عنها بمسافة قد تزيد في بعض الأحيان على40 كم أفقياً من مركز العاصفة تفادياً لما قد يصدر من الكويرات الجليدية المتطايرة من العاصفة (البرد) من أضرار على الطائرة أو لتخفيف حدة المطبات الهوائية الناتجة من الاضطرابات الجوية المحيطة بالعاصفة. كما تستخدم هذه الشاشة أيضاً لتحديد مواقع الطائرات الأخرى في حيز قد يصل إلى 150كم والذي يعتبر من التقنيات الحديثة التي أسهمت في تقليل نسبة كبيرة من احتمال مخاطر الاصطدامات الجوية. حيث يتم تحديد مواقع واتجاه حركة الطائرات الأخرى أفقياً وعمودياً ممثلة في رموز هندسية وألوان متغيرة حسب مدى خطورة اقترابها كما هو مبين بالمعين المفرغ الأخضر في أعلى الشاشة والذي يرمز لطائرة أخرى لا تمثل خطورة، بل تتزايد خطورتها كلما اقتربت ويتغير اللون إلى اللون الأزرق عندما تقع داخل الدائرة اللصيقة لموقع الطائرة، يتغير بعدها إلى اللون الأحمر عنــــدما يشــكل الاقتـــراب خطورة على الطائرة ويصدر تحذيراً وتوجـــيهاً صــوتياً لقائد الطـــائرة بما يجب أن يقوم به لتفادي احتمال الاصـــطدام بالطائرة الأخــــرى ينتهي إلى اللون الأصفر بعد ابتعاد الخطر.



وتصل ذروة الحاجة لاستخدام مثل هذه التقنيات الحديثة من قبل طاقم مقصورة القيادة في مرحلة نزول الطائرة النهائي لمحطة الوصول وبالأخص عندما تكون تلك المحطة من أحد المطارات الدولية المزدحمة بالحركة الجوية الكثيفة زد على ذلك إذا ما تزامن وجود بعض الظروف المناخية والتي تتطلب من قائد الطائرة قمة الإدراك الحسي للتعامل موقفياً معها وتجاوباً لحظياً مع توجيهات المراقب الجوي وتنسيقاً فعالاً مع مساعده لتسخير تلك التقنيات لإتمام عملية الهبوط بطائرته بسلام في محطة الوصول.


مدير عام السلامة

الكابتن عبدالحميد الغامدي

اهلا ً وسهلا ً

[flysaudi123]

ماشاء الله على هذه المعلومات المفيدة ,,,
الله يعطيك ألف عافية أخي Flyingway ويبارك فيك ,,,

[Flying Way]

يعافيك ربي اشكرك على مرورك حبيب قلبي عماد ...

[زعيم الطيران]

هلا والله

يعطيك العااافية

معلومات مفيدة وراااائعة

وان شاء الله راح استفيد منها

[Flying Way]

بارك الله فيك اخوي احمد اشكرك جزيل الشكر على تفاعلك مع الموضوع



مره آخرى اشكرك على تواجدك ...

[DUBAI ATCO]

الله يعطيك العافيه ولا يحرمنا من جديدك

[Flying Way]

الله يعافيك اخوي dubai atco


اشكرك على حضورك يالغالي ..

[Hassn166]

مشكور اخوي