[الطيران العمانـي]

من احمد الربيعي

صلالة - 15 - 6 (كونا) -- تعتبر محافظة ظفار في سلطنة عمان من اكثر مناطق عمان والجزيرة العربية اعتدالا في الطقس وجمالا في الطبيعة حيث تشهد طقسا استثنائيا منفردا بين مناطق شبه الجزيرة العربية.
ويلف محافظة ظفار التي تبعد 1100 كيلومتر عن العاصمة مسقط ضباب ورذاذ منعش وتهب عليها النسمات الباردة والهواء العليل والامطار الخريفية اللطيفة لتكسو الارض البساط الاخضر وتحول الجبال والسهول الى لوحة طبيعية نادرة مزدانة بالمروج العشبية الخضراء.
وتستقبل المحافظة موسم الخريف ويصادف في 21 يونيو من كل عام وينتهي في سبتمبر اذ يتميز بخصوصيته المناخية على مستوى المنطقة ما جعل الطقس استثنائيا وظاهرة منفردة ترسل نسمات الهواء العليل والغيوم المعقبة بالرذاذ حيث جمال الجو وتألق الخضرة التي ترسم على الجبال لوحة طبيعية مبهرة تبث في النفس بهجة وتمنح القلب دفئا وطمأنينة بعيدا عن صخب الحياة.
وتسابق محافظة ظفار الزمن مع قدوم موسم الخريف استعدادا لاستقبال زوارها من مختلف مناطق السلطنة ودول مجلس التعاون والدول العربية وتهيئة افضل السبل للاحتفاء بالسياح وتمكينهم من قضاء افضل الاوقات فى ربوع المحافظة عبر تنفيذ العديد من مشاريع التجميل والانارة والطرق الداخلية فى مدينة صلالة.
وتتراوح درجة الحرارة في المحافظة خلال الخريف ما بين 15 و21 درجة مئوية حيث تتألق الطبيعة بجمالها الأخاذ وتكسو الخضرة جبالها الشامخة بفضل زخات المطر التي لا تنقطع عنها خلال هذا الفصل فضلا عن توفر الشواطئ الرملية الجميلة والمناظر الطبيعية الخلابة.
وتعانق الجبال البحر في اجمل صورة طبيعية بالاضافة الى وجود المواقع التاريخية والمناطق الريفية ذات المناظر الساحرة والعيون العذبة التي تجري على الجبال حيث تتحول المياه المنحدرة من الجبال الى شلالات تتساقط من ارتفاع طوله مئات الاقدام.
ويتجلى جمال محافظة ظفار خلال فترة الرياح الموسمية حيث تسبب هذه الرياح انتشار الضباب والرذاذ وسقوط الامطار الصيفية فتكثر المياه في مناطق العيون والافلاج وتكتسي المناطق الجبلية ببساط اخضر من الاعشاب وتزداد بقطعان الماشية والابل والاغنام.
كما يتوافد على المحافظة خلال فترة الخريف الاف السياح من داخل السلطنة وخارجها عن طريق الجو والبر حيث يجد السائح الراحة والاستجمام لمشاهدة الطبيعة حيث اخضرار الجبال والمروج الخضراء الجميلة وانسياب شلالات دربات وفيضان عيون حمران ورزات وجرزيز.
ويجد الزائر مهرجانا ثقافيا سياحيا يمتد مدة 30 يوما يجسد تناغم الاحتفاء بالخريف وضيوفه حيث يستقبل سهل (اتين) وسط مدينة (صلالة) مهرجان الخريف الذي تنظمه بلدبة ظفار والذي يشمل انشطة متنوعة في كافة المجالات الترفيهية والثقافية والفنية والرياضية والمسابقات والتسوق.
واصبح الخريف خلال السنوات الماضية من اهم مواسم السياحة التي يفضلها السياح من داخل السلطنة وخارجها ما جعل صلالة مقصدا لالاف الزوار واضفى الكثير من مظاهر التغير والتحديث ومزيدا من عناصر التشويق.
وصممت البرامج والانشطة والمسابقات لتناسب اعمار وأذواق كل افراد العائلة ليكون تناغم الاستمتاع بالاجازة في ربوع محافظة ظفار مواكبا لكل الميول والرغبات.
من جهة اخرى تقوم الشركات السياحية بالتجهيز لاستقبال الزوار القادمين الى صلالة كل حسب اختصاصاته حيث يعمل الجميع كخلية واحدة لتوفير وسائل التنقل المختلفة وتوفير الشقق والفلل الى جانب استعداد الاهالي والمقيمين في ظفار لتقديم الخدمات اللازمة ومراسم الضيافة.
وتجرى الاستعدادات هذه الايام بوتيرة متواصلة لاستقبال الزوار حيث تبذل الحكومة الجهود لتوفير متطلبات السياح عبر مراحل متعددة من العمل من اجل رفع مستوى الخدمات وتجهيز المواقع السياحية وايصال الطرق اليها كالعيون المائية المنتشرة على السهول اضافة الى توفير متنفسات وحدائق عامة والعاب الاطفال في السهول وتخصيص مواقع للانشطة التجارية لخدمة رواد المنطقة وتوفير المستلزمات التى يحتاجها السائح فى المواقع السياحية.(النهاية)