المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
المقالات الصحفية Rumours &News تنبيه: تأمل إدارة المنتدى متابعة الأخبار المتميزة فقط إن المقالات في هذا القسم قد تم الحصول عليها من شركات أو من وكالات علاقات عامة, وتعتبر تلك الوكالات الجهة الوحيدة المسئولة عن محتويات هذه المقالات |
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع |
مشاركة [ 1 ] | ||||
|
||||
|
بقيت سكارليت في البحر مدّة 221 يوماً. شعرت بالوحدة، دخلت مناطق محفوفة بالمخاطر، وفقدت التواصل مع الآخرين. اختفت تلك التي سبقتها في رحلة مماثلة، ربما قضت بسبب سمكة قرش. مع ذلك استطاعت دوماً تنفيذ الأوامر، وتغيير اتّجاهها عند تلقي تعليمات فورية، وإعداد التقارير من دون تذمّر.
لا عجب إذن أن الناس ذرفوا الدموع حين تمكّنوا أخيراً من حضن جذعها المعدني ثانيةً. قال عالم المحيطات من جامعة روتجرز، سكوت غلين، الأسبوع الفائت: {تصرّفت كالأبطال}، ذلك بعد استرداده طائرة مائية تُدعى {سكارليت نايت} من مياه المحيط الأطلسي المضطربة قبالة سواحل أسبانيا الغربية. أصبحت آلة الغوص البالغ طولها 2.4 متر والتي تتخذ شكل طوربيد ذي جناحين ضخمين، أول آلة تعبر المحيط. سُميّت هذه الطائرة على اسم الفريق الرياضي في جامعة روتجرز في نيوجيرسي ودُعيت رسمياً بـ RU-27 من أصل مجموعة كبيرة من الآلات المخصصة للغرض عينه، وذلك بعد أن كانت تُعرَف بـ{سكارليت} فحسب. وعلى غرار طائرة Spirit of St. Louis التي قادها تشارلز ليندبيرغ أو سفينتي Pinta and Nina اللتين استخدمهما كولومبوس، بدت {سكارليت نايت} ككائن حي أكثر منه كوسيلة نقل آلية. لكن بخلافهما، عبرت المحيط الأطلسي من دون أن تحمل ركّاباً. بداية جديدة يأمل المسؤولون عن صناعة سكارليت وتمويلها وتشغيلها بأن تسجّل نهاية رحلة هذه الآلة الناجحة بدايةً جديدةً في عالم البحوث المحيطية والمناخية. في هذا الإطار، يذكر كلايتون، مهندس في شركة Teledyne Webb Research المتّخذة مقراً لها في فالماوث، ماساتشوسيتس، والمسؤولة عن صناعة سكارليت: {نعتقد بأنها ستمهّد لرحلات أخرى، كما رحلة ليندبيرغ عبر المحيط الأطلسي. في خلال عقد من الزمن، سيصبح من الشائع، على ما نعتقد، رؤية أساطيل من هذه الغوّاصات تقوم برحلات عبر المحيطات حول العالم}. من جهته، يعلّق ريتشارد سبينارد، مساعد مدير البحوث في الإدارة الوطنية للمناخ والمحيطات: {إنه حدث حاسم بالنسبة إلينا. تعكس هذه الطائرات برأينا قدرتنا على استخدام المحيطات للحصول على أجوبة للأسئلة التي تطرحها المجتمعات}. في المقابل، صرّح غلين الأسبوع الفائت من إسبانيا، حيث توجّه هو وستّة أعضاء من فريق روتجرز ومسوؤل حكومي أميركي لاستعادة الطائرة المائية من زملائهم الأسبان: {نحن مستعدون لتكرار هذه التجربة. فإن تمكّنا من القيام بها مرةً، نستطيع تكرارها عشر مرات، وإن كرّرناها عشر مرات، نستطيع تكرارها أيضاً 100 مرة}. جمع معلومات من المحيطات، التي تغطي 71 في المئة من سطح الأرض، ضروري لفهم تغيّر المناخ العالمي. يُذكَر أن حرارة مياه المحيطات، ملوحتها، وحموضتها تأثرت جميعها بفعل الاحتباس الحراري وتراكم غازات الدفيئة. فالطبقة السطحية الدافئة هي محرّك الأعاصير الأساسي، وقد تنبئ التغييرات في التيارات المائية بتغييرات في الطقس، لذا فإن فهم هذه التيارات على نحو أفضل قد يكون مفيداً وعملياً في الصيد والتجارة بالكائنات التي تسكن المحيطات. يعقّب جيري ل. ميلر، محلل بارز في مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض رافق فريق الأبحاث إلى أسبانيا: {يعتبر دخول المحيط العامل المقيّد لأولئك الذين يقومون ببحوث علمية حول المحيطات. فحين نصنع المئات أو الآلاف من هذه الطائرات المائية، ستحدث ثورة في طريقة مراقبتنا المحيطات}. راهناً، تُجمع البيانات حول المحيطات بطرق ثلاث. تجمع الأقمار الصناعية المعلومات عن حرارة المياه، لونها، تياراتها، وغيرها من المظاهر السطحية. أمّا المياه تحت السطحية فتُدرَس بواسطة نظام يُدعى Argo يتألف من ثلاثة آلاف عوامة لاسلكية تجول في المحيطات، وتغوص من وقت إلى آخر في الأعماق حتى مسافة 1.8 كيلومتر لأخذ القياسات قبل الصعود مجدداً إلى السطح ونقل المعلومات إلى المحطّات الساحلية. أمّا الطريقة الثالثة فتتم بواسطة مركبات بحث يقودها إنسان وقد تصل تكلفة تشغيلها إلى 30 ألف دولار أميركي يومياً. في المقابل، يتراوح سعر الطائرة المائية سكارليت ما بين 100 ألف دولار و150 ألف دولار ومن المرجّح أن ينخفض ما إن تبدأ عملية إنتاجها على نطاق واسع. تعد أساطيل الطائرات المائية المزوّدة بتشكيلات مختلفة من المجسّات الفيزيائية، الكيماوية، السمعية والبصرية لزيادة مخزون المعلومات بتكلفة معقولة. وقد طلبت البحرية الأميركية لتوّها 150 طائرة. أنهى استرداد سكارليت في 4 ديسمبر (كانون الأول) رحلةً بدأت في 27 أبريل في المياه الواقعة قبالة ساحل نيوجيرسي. على مدى تلك الأشهر السبعة، وُجِّهت بواسطة جهاز كمبيوتر، مودم، قمر صناعي وجهاز مزوّد بنظام تحديد المواقع العالمية من غرفة قيادة في حرم جامعة روتجرز، ومرةً واحدة، من محطة بالمر للأبحاث في القطب المتجمّد الشمالي. لكن الطائرة كانت في معظم الوقت تحت المياه خارج شبكة الاتّصال، تتحرّك صعوداً ونزولاً ببطء على عمق 182 متراً بعيداً عن السفن، وشبكات الصيد، والعواصف. تيارات سطحية على طول المسار الذي سلكته، راحت سكارليت تقيس حرارة المياه ودرجة ملوحتها. فاستطاع الباحثون من كل موقع ظهرت فيه على سطح الماء، حساب أثر التيارات الصافي في الأعماق وعلى السطح. بعد قياس التيارات السطحية، استطاع العلماء عندئذ استنتاج ما يجري عميقاً في عمود المياه. كانت البيانات تُنقل إلى الباحثين ثلاث مرات يومياً، حين كانت الطائرة تطفو على السطح وتتصل بغرفة القيادة بواسطة هاتف مصنوع من الإيرديوم وموصول بمؤخرتها. يقول غلين: {كانت حياة هذه الآلة وقفاً على تعاون الجميع، الأمر الذي حفّز الجميع بطريقة غير اعتيادية. تطلّبت العملية ذلك الوجود الحي. أراد الجميع إنقاذها، لأنها كانت قوةً وحّدت علماء كثراً من أمم مختلفة}. ستكون الطائرات المائية اللاحقة على الأرجح طائرات من دون هوية تجول في البحار بقيادة طيار آلي، ناقلةً البيانات إلى الآلات الأخرى. ستتمتع بالجاذبية عينها التي تمتعت بها بالونات الطقس، وهذا هو المقصد بالضبط. يقول غلين: {ما نريده هو الحصول على أنواع المجسّات البخسة الثمن كافة، التي تنقل جميعها المعلومات الصوتية لإعطائنا لمحة كاملة عن صوت البحر. الوجود الكلي هو مفهومنا}. من المناسب إذن تشبيه هذه الطائرات بالبالونات الفضائية والأنشطة المناخية عموماً. لكن سكارليت أشبه بطائرة شراعية أكثر منها بغوّاصة. على غرار الأولى، ليست مزوّدة بمحرّك يؤمّن لها الدفع والحركة إلى الأمام. بل تغوص في المياه عبر ضخ كمية صغيرة من المياه تعادل فنجاناً إلى جزئها الأمامي، الأمر الذي يتسبب بإغراق هذا الجزء نسبةً إلى مؤخرتها. نظراً إلى عدم تساوي القدرة على الطفو بين أجزاء جسمها وحركة جناحيها الثابتين، تشق الطائرة المائية طريقها قدماً وهي {تطير} نزولاً في العمود المائي. وللصعود، يحدث العكس: تضخ الماء من خارج جزئها الأمامي الذي يتّجه صعوداً عندئذ دافعاً معه باقي أجزاء الطائرة. لا تستطيع هذه الطائرة المائية السفر قدماً على عمق ثابت. لذلك اعتمدت في مسارها عبر الأطلسي أكثر من عشرة آلاف حركة غوص وصعود، عبر البقاء عادةً تحت سطح المياه. بالنسبة إلى كائنات كثيرة تعيش في المحيط، يُعتبر السطح مكاناً خطيراً، وكذلك بالنسبة إلى سكارليت. تجلّت المخاطر في بداية الرحلة، حين اجتازت الطائرة خطوط شحن قبالة الساحل الشرقي ومرّت عبر الأودية المجاورة للشاطئ والجرف القاري المليء بالأسماك. على مر العقد الماضي، أنشأ غلين وزميله العالم البارز أوسكار سكوفيلد، مرصداً للمحيط بمحاذاة ساحل نيوجيرسي. فجمعا بيانات قيّمة بالنسبة إلى صيّادي السمك التجاريين حول التيارات والحرارة وجعلوا توافرها مجانياً. في المقابل، زوّدهما الصيادون بمعلومات حول موقع السفن والشبكات خلال الأسبوع الأول العقيم. قال سكوفيلد الأسبوع الفائت: {الشبكات تخيفني. فكما هي مصممة لصيد الأسماك، ستصطاد حتماً الطائرات المائية}. ظلّت سكارليت تحت سطح الماء لمدة ثماني ساعات في أحد المواقع، بعد أن غاصت عميقاً تحت مرمى الشبكات وحافظت على مستواها تحت أكبر المركبات التي تجري في المحيط مع بلوغ ذروة حركاتها الصعودية 18.2 متراً. كانت تصعد إلى سطح الماء بضع مرات يومياً لبضع دقائق للحصول على المعلومات بشأن الوجهة التي يجب أن تقصدها. يعقّب سكوفيلد: {حين نكون في منطقة خطر، نحاول البقاء أقل قدر ممكن من الوقت على السطح والغوص مجدداً في المياه}. مع ذلك، لا توجد معوّقات كثيرة عادةً أمام الطائرات المائية. ففي نوفمبر (تشرين الثاني)، سيّر فريق روتجرز مجموعة من أربع طائرات مائية بمحاذاة شاطئ نيوجيرسي، للقيام بما يسمّيه سكوفيلد {حركات تسلّقية}. حين أُطلقت في البحر، هبّت رياح شمالية شرقية على طول الشاطئ. ظلّت الطائرات المائية تحت الماء في مأمن، وأخذت مقاييس كيفية تشكيل العاصفة قاع البحر. خلال معظم الرحلة الأخيرة، مرّت سكارليت عبر تيار الخليج، تيار قوي يتدفق شمال وشرق المياه المحاذية لساحل أميركا الشمالية وذلك قبل عبوره الأطلسي وانقسامه إلى تيارات عدّة أصغر بمحاذاة ساحل أوروبا الغربي. خطورة ازداد الوضع خطورةً حين بدأت الطائرة بالاقتراب من سواحل إسبانيا، إذ راحت تقاوم تيارات متّجهة غرباً. لذلك تمثل أحد الخيارات في استخدام دفة سكارليت للتوجّه جنوباً نحو البرتغال. أمّا الخيار الآخر فقد قضى بالتوجّه شمالاً، ومن ثم الانعطاف مجدداً باتّجاه الشرق. لكن فريق روتجرز اختار الاتجّاه شمالاً عملاً باقتراح أحد شركائه الأسبان، أنطونيو غونزاليس. ففي النهاية، أثبتت هذه الخطة نجاحها في تجارب سابقة. في فبراير (شباط) 1493، واجه أسطول كولومبوس المؤلف من سفينتين والعائد من العالم الجديد، مأزقاً مماثلاً. يُذكَر أن بارجة سانتا ماريا تحطّمت على سواحل هاييتي في يوم عيد الميلاد في العام 1492. في المقابل، تخطّت سفينتا Pinta and Niña عاصفة كبيرة، لكن Pinta تضّررت إلى حد كبير ووجدت صعوبةً في شق طريقها قدماً وسط التيارات عينها التي صادفتها سكارليت. فأبحر قبطانها، مارتن ألونسو بينسون، شمالاً إلى مياه أكثر هدوءاً، بينما أبحر كولومبوس بـ Niñaجنوباً. في النهاية صادف بينسون رياحاً جنوبية شرقية لطيفة وحطّ في بايونا، إسبانيا، حيث أعاد الأسبان سكارليت إلى الأميركيين في 9 ديسمبر (كانون الأول). يقول سكوفيلد: {كانت روح بينسون تبحث عنا في المياه في المرحلة الأخيرة من الرحلة}. لكن نضال سكارليت لا يمكن مقارنته بما جرى لـ RU-17، طائرة مائية مماثلة حاول فريق روتجرز إطلاقها في الأطلسي العام الفائت. فقد اصطدمت بشيء ما تحت الماء حين كانت على مقربة من شواطئ الأزور، الأمر الذي اضطرها إلى القيام بمناورة طارئة للصعود إلى السطح. لكن التسرّب الكثيف منعها من إنقاذ نفسها، ففُقدت. يضيف سكوفيلد: {اصطدمت بشيء عنيف وقوي من الأسفل. لكن لا يوجد الكثير من هذه الأشياء في المحيط، ولعل سمك القرش هو السبب}. |
|||
مشاركة [ 2 ] | ||||
|
||||
|
مشكور اخي على نقل الخبر
|
|||
موضوع مغلق |
المقالات الصحفية Rumours &News |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | المنتدى | |||
"الإمارات" تتسلم طائرة "بوينج 777-300 إي آر" الرقم 75 | المقالات الصحفية Rumours &News | |||
ميثاق مونتريال ضد التخريب | السلامة الجوية Flight Safety | |||
معلومات عن طائرات الامير / الوليد بن طلال | ارشيف قسم الطائرات للمواضيع المميزة | |||
معلومات حول طائرة الشحن بوينغ 777 | سـاحـة الطائرات Aircraft yard | |||
معلومات عن طائرات الامير / الوليد بن طلال | سـاحـة الطائرات Aircraft yard |