[كابتن ممدوح]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





ميغ 29 .. صممت كطائرة اعتراض جوي وتصنف من الجيل الرابع







الميغ ـ 29 هي طائرة اعتراضية مقاتلة متعددة المهام من صنع روسي، وتعرف لدى الدوائر الغربية باللقب فلكروم ـ Fulcrum أي المحور. طورت إبان الاتحاد السوفيتي السابق في السبعينات، ودخلت الخدمة في سلاح الجو السوفيتي (الروسي بعد ذلك) عام 1983 وشوهدت لدى العامة من الناس أول مرة خلال زيارة ودية لفنلندا عام 1986، وقامت بعرض جوي فردي ومن ثم جماعي أبهر الحضور، ومن ثم شاركت في العرض الجوي فارونبرو ببريطانيا عام 1988، وبعدها في باريس عام 1989 عندما وقع حادث لها اثر دخول جسم غريب في فتحة احد محركيها لتتحطم على أرض المعرض من دون أن يصاب طيارها، بعد أن قام بالقفز بالمظلة بأعجوبة. وبتلك المشاركات أنهت روسيا حظرا على مشاركة طائراتها القتالية منذ الثلاثينات، حيث كانت الميغ ـ 29 نتاج سياسة البريستوريكا والغلاسنوست أي الانفتاح والتحاور التي انتهجها غورباتشيف آنذاك.




مقاتلة الجيل الجديد

تعتبر مقاتلة الميغ ـ 29 أحد نماذج طائرات القتال الروسية ذات النقلة النوعية الكبيرة في مجالات التجهيزات والتصميم والمهام؛ حيث كانت النماذج السابقة تفتقر الى العملانية واقتصرت على أداء مهام ثابتة واحادية فقط، بينما روعي في تصميمي المقاتلتين الميغ ـ 29 والسوخوي ـ 27 فلانكر نوع من العصرنة والأداء العالي، والقابلية الكبيرة على التطوير والتحديث واكتساب تكنولوجيات متطورة مع مرور الزمن، لذا فهي تصنف من الطائرات المقاتلة الروسية للجيل الجديد والعصري.




سجل قتالي ضعيف

رغم روعة تصميم الميغ ـ 29 فلكروم وأدائها المثير في العروض الجوية منذ ظهورها الأول، فإن سجلها القتالي لم يكن جيدا ولا مشرفا كما كان للمقاتلات الأقدم والأقل قدرة كالميغ ـ 21 و23 و25 والسوخوي 7 و22 و25، والسبب يعتقد أنه ليس فقط قصور نماذج التصدير الروسية وحسب، بل في القدرات المحدودة لتكتيكات الدول المستخدمة لها والتي بعضها جابه دولة عظمى كالولايات المتحدة الأميركية مثل العراق ويوغسلافيا السابقة (صربيا). ففي عام 1991 إبان عاصفة الصحراء، حدثت أول مواجهة قتالية حقيقية لمقاتلات الميغ ـ 29 ضد مقاتلات التحالف من طراز «اف ـ 15 واف ـ 16» حيث تم اسقاط 5 مقاتلات خلال تلك العمليات من طراز ميغ ـ 29 تابعة لسلاح الجو العراقي بواسطة مقاتلات اف ـ 15 ايغل الأميركية، كما وتمكن طيارو مقاتلة قاذفة من طراز اف ـ 111 من تضليل طيار ميغ ـ 29 عراقي وجعله يرتطم بالأرض بعد أن أخطأ تقدير المسافة الفاصلة للطيران البالغ الانخفاض بعد مطاردته للمقاتلة الأميركية التي حلقت بارتفاع بالغ الانخفاض والتعرج بين التلال.
أما في يوغسلافيا السابقة ضد صربيا عام 1999 فكانت النتائج قريبة من تلك التي للعراقيين، حيث أسقطت قوات التحالف 6 مقاتلات من الميغ ـ 29 بواسطة مقاتلات «اف ـ 15 و16» ودمرت البقية على الأرض وسلم منها عدد يعد على الأصابع.
على الجبهة الاريترية ـ الأثيوبية أيضا لم تكن الميغ ـ 29 موفقة في المواجهات الجوية التي حدثت هناك ما بين الميغ ـ 29 الاريترية وبين السوخوي ـ 27 فلانكر الأثيوبية وكلا الطرفين كان يقود مقاتلاته مرتزقة روس أو من الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية السابقة، حيث كان للسوخوي اليد العليا في تلك المواجهات وأسقطت معظم طائرات الميغ دون اصابة ضدها.
وحدها الهند التي أحسنت استخدام هذه المقاتلة واستثمرت في انتاجها محليا بل وتملك أعدادا كبيرة بعد روسيا منها وهي بصدد شراء المزيد، سواء النماذج التي تقلع من مطارات أرضية أم تلك التي تقلع وتهبط من على متن حاملات الطائرات.



الصفقة اللبنانية

لعل الواحد منا يسأل.. ماذا ستضيف مقاتلات الميغ ـ 29 المستعملة العشرة التي ستزود بها روسيا سلاح الجو اللبناني، الذي يملك حاليا في جعبته ما بين 5 مقاتلات مهترئة من طراز «هوكر هنتر» (لا تصلح سوى للعرض في المتاحف) وبين 16 عمودية خفيفة؟.. والاجابة أولا هي في كيف سيستخدمها سلاح الجو اللبناني؟ وفي أي جبهة؟ هل هي في مواجهة الاختراقات الاسرائيلية لأجوائها؟ أم هي لفرض الأمن.
هنا يكمن السؤال. وللعلم فان هذه المقاتلات لا تمثل أي نوع من الخطر للاسرائيليين، بسبب قدم نوعها وبسبب قيام اسرائيل بتأجير عدد من طائرات الميغ 29 من احدى الدول الأوروبية الشرقية في التسعينات (يقال انها بولندا) ودراسة مكامن قوتها وضعفها ومن ثم أرجعتها، وبالتالي فانها تعلم كيف تتعامل معها جيدا.
أما الأمر الأكثر غرابة، فهو في المبادرة الروسية في تزويد لبنان دون أي من الدول الأخرى بالطائرات المقاتلة من هذا الطراز دون أي اعتراض من اسرائيل، ولا من سوريا التي تملك الطراز نفسه وربما نماذج أحدث منها.
منقوووووووول للفائده تقبلو تحياتي..................