[عاشق الضيافة]

15ألف طائرة خاصة بقيمة 192 مليار دولار: طيران الأثرياء يزدهر في أجواء الخليج وينشط في مصر والأردن ولبنان

يشهد قطاع الطيران الخاص في المنطقة ( طيران الأثرياء ورجال الأعمال) رواجًا كبيرًا بفضل الطفرة النفطية التي تعيشها منطقة الخليج والتي تعدت آثارها منطقة الخليج إلى دول عربية أخرى مثل مصر والأردن ولبنان.
و شجع ازدهار القطاع على انطلاق العديد من الشركات الجديدة سواء المالكة للطائرات الخاصة أو المؤجرة لها، وحسب بيانٍ حديثٍ لشركة أبو ظبي للمطارات "اداك" المملوكة للحكومة فإن خبراء يتوقعون أن يتم شراء نحو 15 ألف طائرة خاصة بقيمة 192 مليار دولار أمريكي في غضون السنوات العشر المقبلة، ما سيدفع هذا القطاع في المنطقة إلى تحقيق معدلات نمو كبيرة قد تصل إلى 18 % سنويًا، كما أن عدد شركات الطيران الخاص سيرتفع إلى 900 شركة بحلول العام 2014 صعودًا من 380 شركة فقط حاليًا.
ويبلغ حجم استثمارات القطاع في المنطقة 4 مليارات دولار، كما أن قطاع تأجير الطائرات فقط يدر عائداتٍ سنوية بقيمة 800 مليون دولار، فيما تبلغ العوائد السنوية على الاستثمار في القطاع بين 7-9%.
وقال مدير التطوير في شركة "إنترناشيونال إير تشارتر" إيلي عبده إن أغلب زبائن شركته في الشرق الأوسط هم من الأثرياء الخليجيين، كما أن للشركة زبائن آخرين في مصر ولبنان، مشيرًا إلى أن شركته هي شركة عالمية تتخذ من لندن مقرًا رئيسيًا وتقدم خدماتها في المنطقة من خلال مكتبها الإقليمي في دبي.
وقال عبده إن شركته تقدم رحلات التأجير للطائرات الخاصة لرجال الأعمال والأثرياء من خلال شبكة تعاقدية تضم 45 ألف طائرة حول العالم، منها طائرات لرحلات رجال الأعمال وطائرات لنقل المرضى وطائرات للتنقلات داخل الدولة الواحدة تختلف سعاتها بين 7 ركاب و10 ركاب و12 راكبًا وحتى 40 راكبًا.
وأضاف عبده أن معدل الزيادة في الطلب على الرحلات التي توفرها شركته بلغ ما بين 40-50% خلال الـ18 شهرا الماضية، موضحًا أن ضيق وقت رجال الأعمال وكثرة أنشطتهم واجتماعاتهم تدفعهم لهذا النوع من الطائرات بدلاً من الانتظار الكثير في رحلات الطيران التجاري، حيث يتمكن رجل الأعمال من المشاركة في 3 أو 4 اجتماعات خلال يوم واحد في عواصم مختلفة بفضل الطيران الخاص.
وتستحوذ المملكة العربية السعودية على نصف سوق الطيران الخاص بالمنطقة تليها الإمارات بنسبة 20% تقريبًا بحسب تصريحات سابقة لرئيس اتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا علي أحمد النقبي لـ"الأسواق.نت"، ويضم الاتحاد 65 شركة حتى الآن.
وقال النقبي إن الشركات ورجال الأعمال يرتبطون مع شركات تأجير الطائرات الخاصة بعقود سنوية تتراوح بين 100-400 ساعة طيران، مشيرًا إلى أن ساعة الطيران الواحدة تتراوح قيمة تأجيرها ما بين 2-13 ألف دولار حسب أنواع الطائرات المؤجرة، التي تتنوع بين الحجم الكبير الذي يسع 20 -25 فردًا مثل "بوينغ بيزنس جت"، و"إيرباص كوربرت جت" والطائرات الصغيرة "الهوكر" أو "اللير جت"، والتي تسع 5-6 ركاب فقط.
وتراجعت أسعار الطائرات الخاصة خلال السنوات الأخيرة بفضل إنتاج طرز وأجيال جديدة من هذه الطائرات، وكانت الأسعار قبل سنوات تتراوح بين 20 مليون دولار و60 مليونًا للطائرة الواحدة، لكن مع زيادة الطلب على هذا النوع من الطائرات ونمو القطاع، أنتجت الشركات جيلاً جديدًا يبدأ سعره من 1.5 مليون دولار.
ودفع الازدهار الكبير لقطاع الطيران الخاص شركة ناس السعودية التي تمتلك أيضًا طيران "الخيالة" للشروع في مضاعفة أسطولها 6 مرات إلى 72 طائرة خلال السنوات الخمس المقبلة، حسبما صرح رئيسها طاهر العقيل لقناة العربية، والذي أبدى أيضًا رضاءه عن أداء طيران الخيالة التي تأسست في العام 2005 كأول شركة في الشرق الأوسط لخدمة رجال الأعمال في المنطقة، كما دفع هذا الازدهار حكومة أبو ظبي مؤخرًا لتحويل قاعدة عسكرية جوية في منطقة البطين إلى مطار خاص.
وقالت شركة أبو ظبي للمطارات "اداك" في بيانٍ إن الشركة تخطط لتحويل هذه القاعدة الجوية إلى منشأة للطيران الخاص من خلال استثمار نحو 200 مليون درهم إماراتي لتجهيز المطار بالمرافق اللازمة لاستقبال الطائرات الخاصة "الدولار يساوي 3.67 دراهم".
وأضاف البيان أن الشركة "ستعمل على تأسيس مبانٍ للمسافرين بعضها سيتم تخصيصه لكبار الزوار والشخصيات المهمة، وستشمل الاستثمارات مجموعة من الخدمات التي تتضمن عمليات الصيانة وإصلاح الطائرات وتحديثها وتزويدها بالوقود وخدمات التشغيل الأخرى".
وتتضمن القاعدة العسكرية الحالية مدرجًا للطائرات بطول 3200 متر ويمكنه استقبال الطائرات الخاصة صغيرة الحجم نسبيًا وصولاً إلى طائرات بوينغ الخاصة برجال الأعمال وطائرات بوينغ من طراز 737 - 800، كما يضم المطار أكثر من 30 موقفًا للطائرات وثلاثة مبانٍ للركاب.
كما دفع هذا الازدهار بعض المستثمرين الأفراد للسعي لتأسيس شركات جديدة مثل المستثمر السعودي ياسر محمد النعيم الذي أوضح لـ"الأسواق.نت" أن السوق لايزال بحاجةٍ إلى مزيدٍ من شركات الطيران الخاص لتلبية الطلب المتزايد من رجال الأعمال وكبار المسؤولين التنفيذيين على هذه النوعية من الرحلات.
وأضاف النعيم أنه يجري مفاوضات مع عددٍ من البنوك والمستثمرين الآخرين لتأسيس شركة طيران خاص سعودية على أن يكون مقرها دبي؛ نظرًا لسهولة الإجراءات في دبي، وما يزال ينتظر ردًا منها، مشيرًا إلى أنه يحتفظ بدراسةٍ أعدها له طيار أسترالي تفيد أن شركة طيران خاص تبدأ بطائرة واحدة تستطيع أن تشتري 6 طائرات خلال 3 سنوات من ربح هذه الطائرة الواحدة.

المصدر
https://www.alquds.com/node/102307