[عاشق A380]

أجبرت الأزمة الاقتصادية وانخفاض قيمة الروبل شركات الطيران الآسيوية على تغيير استراتيجية تطوير أعمالها في السوق الروسية. أمّا الروس، فأخذوا يطيرون بنشاط أكبر إلى آسيا.



أدى انخفاض قيمة الروبل (في كانون الأول/ديسمبر 2014، هبط سعر صرف الروبل بنسبة مرتين مقابل الدولار - المحرر) إلى انكماش حاد للطلب على النقليات الجوية الدولية في روسيا، الأمر الذي أجبر ثلاث شركات آسيوية، على الأقل، على إعلان وقف رحلاتها إلى روسيا. وهكذا، ستمتنع شركة الطيران الوطنية في هونغ كونغ "كاثي باسيفيك"(CathayPacificAirways) عن الطيران إلى موسكو اعتباراً من بداية حزيران/يونيو 2015.
وعزت الشركة قرارها هذا إلى انعدام الجدوى التجارية وارتفاع تكاليف التشغيل. شركة الخطوط الجوية التايلاندية (ThaiAirways) ستلغي بدورها رحلتها من بانكوك إلى موسكو. بينما ستقوم شركة الطيران منخفض التكاليف "العربية للطيران" (AirArabia) بإلغاء ثلاث رحلات بالكامل: رحلتها من يكاتيرنبورغ إلى الشارقة، ورحلتها إلى مدينة روستوف وإلى قازان.


ولكن في الوقت ذاته، ثمة وجهة معاكسة تلاحظ في السوق. حيث أخذت بعض الشركات (شركة "فلاي دبي" والشركة الاماراتية "الاتحاد للطيران"، وبعض الشركات الصينية) في زيادة رحلاتها إلى روسيا.
وعلى الرغم من انخفاض الطلب في عامي 2014 و 2015 عموماً، فقد حصلت بعض السوابق، عندما قام لاعبون دوليون بافتتاح رحلات جديدة. يقول أوليغ بانتيلييف، رئيس شركة "أفيابورت" للخدمات التحليلية: "على سبيل المثال، أطلقت شركة "فلاي دبي" في هذا الوقت، رحلاتها الجوية إلى موسكو، كما أعلنت "الاتحاد للطيران" عن خطط لزيادة القدرة الاستيعابية ورفع وتيرة رحلاتها إلى روسيا".
النقليات الإقليمية
ما يلفت النظر، أن خريطة الرحلات الجوية لشركات الطيران تتوسع بفضل افتتاح رحلات جوية دولية مباشرة من المناطق الروسية، بما في ذلك من المدن المليونية الواقعة في الجزء الآسيوي من روسيا (شرق جبال الأورال)، وكذلك من مدن آسيا الأصغر ما عدا العواصم.
على سبيل المثال، بدءاً من تشرين الأول/أكتوبر، ستسير شركة "فلاي دبي" العربية رحلات إلى نوفوسيبيرسك ونيجنيي نوفغورود، مما سيوسع شبكة خطوطها في روسيا لتشمل عشر مدن. أما شركة "سيتشوان للخطوط الجوية" الصينية، فقد افتتحت في أيار/مايو من هذا العام رحلة من مدينة تشنغدو الكبيرة الواقعة في غرب الصين، إلى موسكو.
ويرى المحلل أوليغ بانتيلييف، أن الأقاليم توفر لشركات الطيران ظروفاً أكثر ملاءمة، بالمقارنة مع مطارات موسكو المكتظة كمطارات "فنوكوفو" و"شيريميتيفو" و"دوموديدوفو".
شركات الطيران الصينية
تواصل شركات الطيران الصينية تعزيز مواقعها في روسيا.
ففي حديثها لـ "روسيا ما وراء العناوين"، تقول سفيتلانا بيتيخاتكا، المدير التنفيذي لرابطة "عالم بلا حدود" السياحية: " في الوقت الراهن، تساهم شركة "الخطوط الجوية الصينية" (AirChina) وشركتا "شرق الصين" (ChinaEastern) و"جنوب الصين" (ChinaSouthern) وشركة "خطوط هاينان الجوية" (HainanAirlines) بنشاط - إلى جانب شركات الطيران الروسية - بتسييرالرحلات الجوية إلى الصين".
و وفقاً لكلامها، فإن موسكو وسان بطرسبورغ ويكاتيرينبورغ ونوفوسيبيرسك وكراسنويارسك وإركوتسك وتشيتا وأولان-أوديه وياكوتسك وخاباروفسك وفلاديفوستوك ويوجنو- ساخالينسك، باتت جميعها الآن موصولة جواً مع الصين. وتضيف سفيتلانا: "والآن يجري النقاش حول تسيير رحلات جديدة من الصين إلى سوتشي، مما سيسمح بزيادة تدفق السياح إلى تلك المنطقة".
التدفقات السياحية
أشار ألكسندر بورتين، في حديثه لـ "روسيا ما وراء العناوين"، إلى أن التغيرات الجارية في خارطة الرحلات الجوية لشركات الطيران الآسيوية تعكس واقع الطلب الحالي على حقيقته.
ووفقاً لكلامه، فإن التدفق السياحي الصادر من روسيا سينخفض في هذا العام بنسبة 35-40% بالمقارنة مع عام 2014، بسبب تقلبات سعر صرف الروبل. يقول ألكسندر: "سُجِّل أكبر انخفاض على الرحلات الجوية الطويلة المدى (تايلند وسريلانكا، وغيرها) حيث وصلت نسبة انخفاض الطلب في نهاية عام 2014 وبداية عام 2015 إلى 60%". مع العلم أن أسعار البطاقات بالروبل يجري تعديلها باستمرار وفقاُ لقيمة صرف الروبل (قبل فترة وجيزة من الآن، استقر سعر الصرف على مستوى 51 روبل للدولار الواحد - المحرر).

يقول فيليب برينكمان، المدير العام لوكالة (تريبستا - Tripsta) للخدمات السياحية عبر الإنترنت: "نظراً لاقتراب موسم الإجازات الصيفية، وبفضل الاستقرار النسبي لقيمة الروبل، أيضاً، ارتفع مستوى الطلب في شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو من هذا العام على الرحلات المتجهة إلى البلدان العربية والآسيوية بمعدل 53% مقارنة مع الأشهر الأربعة السابقة".


وحسب كلامه، فإن الطلب الأكبر بين الروس على الوجهات الآسيوية، كان على الرحلات المتجهة إلى الهند وإندونيسيا والصين. وكانت الإمارات العربية المتحدة البلد العربي الأكثر شعبية.
من جهته، لا يستبعد المحلل أوليغ بانتيلييف، أن انخفاض قيمة الروبل سيجعل روسيا أكثر جاذبية للسياح الأجانب. يقول المحلل: "ربما كان الأوروبيون متخوفين على خلفية التضخيم الاعلامي. ولكن هناك على سبيل مثال، جيران من الصين يضيفون سنوياً حوالي 300 مليون سائح صيني في السنة إلى سيل السياح العالمي. ولو افترضنا أن 1% فقط من هذا العدد سيزور روسيا، لتغير الوضع جذريا في سوقنا الإقليمية".

في عام 2015 ، أبدى السياح من كوريا وتايوان والهند مزيداً من الاهتمام بروسيا. وقد علَّق فيليب برينكمان، المدير العام لوكالة (تريبستا) للخدمات السياحية قائلاً: "هؤلاء السياح دخلوا لأول مرة في هذه السنة قائمة الدول العشرة الأولى التي يفضل سكانها زيارة روسيا أكثر من غيرها من البلدان".



https://arab.rbth.com/russian-world-e.../08/30351.html