[عاشق A380]

موسم السفر قد حل؛ وأفواج من الناس قد شدوا الرحال بالفعل للسفر إلى شتى بقاع العالم؛ وكعادتنا نستعد في كل مرة لحزم الأمتعة والحقائب إيذانا بالرحيل. ومع التجهيز للسفر في الطائرة قد تتبادر أسئلة كثيرة وتساؤلات عدة حول الاجراءات والظروف التي قد تواجه المسافرين جوا، إلى أذهاننا. منها ما يتعلق بطبيعة الرحلة الجوية؛ وأخرى قد تكون محصورة بالخدمات المقدمة على متن الطائرة. ولذلك ومع شيوع السفر جوا وتوفره للجميع تقريبا؛ لا بد لنا من الخوض في بعض الأمور التي تهم المسافر جوا وإلقاء الضوء عليها كي يكون على معرفة تامة بها وسيتم سردها في السطور التالية. ،،

ان شركات الطيران تبذل ما في وسعها كي ترضي ركابها، وترغبهم بها قدر الامكان حتى لا يتركوها ويتجهوا لشركات اخرى منافسة قد تكسبهم بسبب حسن ادارتها للامور. لذلك ينبغي التعقل والتفهم والتقيد بالإجراءات الخاصة بالرحلة لانه حتما لم يتخذ ذلك القرار سوى لمصلحتك، وان شركة الطيران ملزمة بالاهتمام بأمرك والا فانها ستفقد اهم مصدر لمدخولها وهو المسافر على متن طائراتها.



رفقا بموظفي شركات الطيران
قد يعتقد البعض ان موظفي شركات الطيران هم السبب في الغاء الرحلات فيقومون بصب جام غضبهم كله عليهم، وهذا منتهى الجهل. فيجب العلم بأن الغاء رحلة ما لاي سبب كان، هو كابوس حقيقي بالنسبة لاولئك الموظفين قبل أن يكون للمسافرين أنفسهم، فعليهم تقع مهمة البحث عن مكان (فندق) لاقامة ركاب تلك الرحلة الذين قد يتجاوز عددهم مائتي راكب، اضف الى ذلك توفير الوجبات والخدمات الاخرى. وجميعنا يتذكر التعويضات التي دفعتها احدى شركات الطيران المنخفض التكاليف بسبب عدم الغاء احدى رحلاتها نتيجة نزول الثلوج بكثافة والتي غطت ارضية مطار جون كنيدي في نيويورك مما ادى الى احتجار الركاب في الطائرة نتيجة عدم تمكنها من الوصول للمدرج للاقلاع ولا حتى العودة مرة اخرى الى البوابة لانزالهم وقضوا 8 ساعات بها وهم يسبون ويلعنون الشركة بسبب عدم اتخاذها القرار الصائب في تقييم وضع حالة الطقس، وكان الاجدر الغاء الرحلة بدلا من الاصرار على التحليق في جو عاصف.


احذر المطبات ولا تخشها
أظهرت الدراسات أن أكثر الأمور إثارة للرعب والشعور بالغثيان بالنسبة لركاب الطائرات هي المطبات الهوائية المزعجة، والتي قد تؤدي بكثير منهم إلى التقيؤ أو الدوار وهو ما يصنف على أنه أحد أمراض الحركة Motion Sickness، ولذلك عكف مصممو إيرباص وبوينغ على التفكير في حل لهذه المعضلة والتي لطالما لازمت ركاب الطائرات منذ بزوغ عصر السفر جوا. وقد نتج عن تلك الجهود التي بذلوها ظهور تكنولوجيا التغلب على المطبات الهوائية وذلك من خلال نظام التحكم بالطيران القياسي على متن الطائرات الحديثة مثل A380 وB787، حيث ما إن تواجه تلك الطائرات مطبات أو اضطرابات هوائية حتى يقوم نظاما التحكم بالطيران العامل بالإمرات الكهربائية أو ما يعرف FLY-BY-WIRE بتحريك السطوح الرافعة بالجناح بصورة تزيد من انسيابية دفق الهواء المحيط حول الجناح وبالتالي يتم التخلص من الاهتزازات غير المرغوب بها، وبالطبع يحصل الركاب على رحلة أكثر هدوءا وراحة بعكس الطائرات الأقدم عهدا.



تنفس بعمق
مع ازدياد معدل المسافرين جوا يوما بعد يوم، أصبحت احتمالات انتقال الأمراض المعدية أثناء السفر بالطائرات أكبر من السابق، حيث منحت الطائرات للميكروبات والأوبئة والجراثيم وسيلة انتشار أسرع بين أقصاع الأرض، وفي غضون ساعات قليلة. لكن يجادل بعض المختصين بهذا المجال حول مدى خطورة انتقال الأمراض والأوبئة في الطائرة من شخص لآخر، ليؤكدوا أنه خطر بسيط، ويعود السبب في ذلك إلى الجودة المرتفعة لنوعية الهواء على متن طائرات الركاب، والتي ترقى في الكثير من الأحيان إلى مستويات أعلى من ناحية النقاء والنظافة من المستويات المعتادة لجودة الهواء في العديد من المباني السكنية والتجارية. وفي طائرتي إيرباص وبوينغ الجديدتين تم اعتماد نظم تهوية وتكييف متطورة وعالية الكفاءة، فعلى سبيل المثال ستتميز طائرة بوينغ 787 بنظام تكييف للهواء مستقل بذاته يعمل بالاعتماد على خلايا الوقود وليس كما هو معتاد في الطائرات الحالية، عبر دورة الهواء المستنزف من المحركات Bleed Air، الأمر الذي سيجعل من الهواء أكثر نقاوة ونظافة، بل إن المرشحات التي زودت بها تزيد من نقاوة ورطوبة الهواء فتقلل من أعراض معتادة عند السفر جوا كاحمرار العين وجفاف البلعوم والصداع والدوار، لكن يشكك البعض هنا حول مدى تأثير درجة الرطوبة العالية فيها على توفير وسيط مناسب لبقاء الأوبئة والفيروسات حية.



وجبات صحية.. ولكن
يتميز مذاق وجبة الطيران بطعم معتدل لا هو بمالح ولا بمبهر (غير حريف)، وكأنه غير ناضج، ويعزى ذلك الامر الى الظروف المحيطة في كابينة الطائرة المكيفة الضغط، وايضا الى عوامل السلامة الصحية، حيث ان عملية تسمم جماعي في الجو على الرحلات الطويلة المدى ليست بالامر الهين، وتنص اللوائح والقوانين بسلامة الطيران المدني على الا يتناول افراد طاقم القيادة من قائد الطائرة ومساعده الصنف نفسه أو الوجبة كاجراء احترازي، لكن ذلك لا يتم الالتزام به من قبل معظم شركات الطيران في الوقت الحالي. وتستبعد المأكولات الحريفة والحارة التي تتضمن بهارات وشطة (فلفل)، وكذلك بعض الاصناف كالبصل والثوم والاغذية المتضمنة اليافا وبقوليات، لانها تؤدي الى انتفاخ الامعاء بالغازات، وهذا امر غير مريح ومستنكر على متن طائرة تضج بالركاب، وذلك حفاظا على الذوق العام.



لا تقلق.. كن على اتصال دائم
لقد باتت الطائرات الحديثة حاليا مجهزة بنظم تسمح بالتواصل الدائم مع العالم الخارجي من خلال الأجهزة الهاتفية أو الانترنت والبث الحي المباشر لقنوات التلفاز؛ وهذا ما يدعو للطمأنينة بأن أجهزة الهاتف لم تعد تمثل خطرا على أجهزة الملاحة لقمرة القيادة في الطائرة، لكن ذلك لا يدعو إلى عدم الاستجابة لإرشادات السلامة من قبل الطاقم، حيث ان اطفاء الجهاز خير من الانشغال به وعدم الالتفات إلى إرشادات السلامة التي هي من أجل سلامتك أولا وأخيرا.



طبيعة الطعام المقدم على متن الطائرة
تتراوح نوعية الوجبات المقدمة على متن شركات الطيران خلال الرحلة الجوية ما بين وجبات تم طهيها مسبقا، ويعاد تسخينها حتى تنضج بسرعة اثناء الاعداد بالرحلة الجوية، أو وجبات خفيفة تتضمن شطائر معدة ومغلفة، هذا اذا كانت الرحلة الجوية قصيرة وليست طويلة المدى (بحدود 3 ساعات)، وايضا وجبات باردة كالسمك السلمون المدخن، والوجبات التي تحتاج الى تسخين يتم تسخينها من خلال افران خاصة في مطبخ الطائرة التحضيري، والتي تعمل بواسطة النظام الكهربائي للطائرة، وتأخذ الوجبات المجمدة 30 ثانية كي تسخن في افران المايكروويف، وتفضل الوجبات المجمدة على الرحلات التي تهبط في مطارات غير المجهزة بمراكز تموين مناسبة، ولا يحبذ الطعام الطازج لانه يتلف بسرعة، كما ان الحليب ومشتقاته يتم استعمال المجفف منه على شكل بودرة وليس الالبان الطازجة، لانها تتعرض للتلف والتحمض بسبب هواء الكابينة المضغوط، ولذلك فان هذه العقبات قد تحد من خيارات الناقلات الجوية، لكنها في ابتكار جديد على الدوام.



رابط المصدر

[THE LORD KSA]

يعطيك العافية كابتن عاشق مقال ممتاز ومفيد واحسنت في اختيار توقيت طرحه

تحياتي

[MeSh3L_89]

صراحه موضوع جدا ممتع وكمية المعلومات اللي فيه حلوة
شكرا اخوي عاشق