[Emarati]

قدر علي أحمد النقبي رئيس اتحاد الطيران الخاص بالشرق الأوسط حجم الاستثمارات في قطاع الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال في دولة الإمارات بنحو 28.3 مليار درهم (7.7 مليارات دولار) بما يشكل 35 % من إجمالي الاستثمارات بالقطاع بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال النقبي في تصريحات صحفية على هامش "القمة العالمية لصناعة الطيران 2014" التي اختتمت أعمالها أمس في أبوظبي بنجاح وسط إقبال كبير من الخبراء والمختصين: إن هذه الاستثمارات تتمثل في قيمة 140 طائرة رجال أعمال وخاصة مسجلة بالإمارات حالياً من إجمالي ما يتراوح بين 500 و600 طائرة بالقطاع على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتوقع أن يرتفع عدد طائرات رجال أعمال والخاصة بالإمارات إلى 250 طائرة خلال السنوات الخمس المقبلة باستثمارات قيمتها نحو 50.44 مليار درهم (13.75 مليار دولار) وأن ترتفع حصة الدولة إلى 40 % من اجمالي الطائرات المسجلة بالقطاع بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2019 مؤكدا أن سوق الطيران الخاص من أسرع الأسواق نموا بالمنطقة.

العائدات السنوية

وأشار رئيس اتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط إلى أن عدد الشركات المسجلة العاملة بقطاع الطيران الخاص في دولة الإمارات يبلغ 13 شركة متوقعاً أن تبلغ العائدات السنوية بالقطاع بالدولة نحو 3.7 مليارات درهم (مليار دولار) بنهاية السنوات الخمس المقبلة موضحاً أن أسعار تأجير الطائرات الخاصة تتراوح بين 4 -25 ألف دولار لكل ساعة طيران حسب حجم وسعة الطائرة ومستوى الخدمات المقدمة عليها.

وقال: إن عدد الحركات الجوية للطيران الخاص بلغ خلال عام 2013 نحو 110 آلاف حركة متوقعاً أن يرتفع العدد إلى 165 ألف حركة جوية العام الحالي بنمو سنوي 50%.

وأضاف أنه رغم مرور أكثر من 40 عاماً على انطلاق أعمال الطيران الخاص بالمنطقة إلا أن السوق حتى وقت قريب لم يكن منظما وفق قواعد ومعايير واضحة متفق عليها إقليميا، مشيراً الى أن اتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط يسعى لإيجاد هذا النظام والقواعد والمعايير بالتعاون مع هيئات الطيران المدني بالمنطقة.

السوق الرمادية

وأكد النقبي أن أبرز تحديات العمل بهذا القطاع تتمثل في تنامي السوق الرمادية التي تؤثر بشكل سلبي للغاية على أنشطة الشركات الرسمية المعتمدة الحاصلة على أنشطة مزاولة هذا النشاط بالمنطقة.

وأوضح أن هذه الظاهرة يقوم بها بعض مالكي الطائرات الخاصة الشخصية حيث يؤجرونها بأسعار منخفضة في أوقات عدم احتياجهم لها رغم عدم وجود ترخيص لهم بمزاولة هذا العمل مشيراً الى أن خطورة ذلك تكمن في احتمالات عدم توافر عناصر الأمن والسلامة بصورة كافية لأنها لا تخضع للرقابة والتدقيق على أسس تجارية.

وقال: إن اتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط يكافح ظاهرة السوق الرمادية بقوة من خلال حملات توعية مكثفة لمستخدمي الطيران الخاص لتعريفهم بالخطورة والعواقب المحتملة لاستخدام الطائرات غير المؤهلة وغير المرخصة للقيام بهذا النشاط بشكل احترافي.

قوانين موحدة

وأضاف أن الاتحاد يسعى كذلك لوضع معايير وقوانين موحدة بالمنطقة للتعامل في مجال الطيران الخاص سواء من حيث قواعد حساب ساعات الطيران بشكل لا يضر بالشركات المشغلة أو بمعايير تقييم الخدمات المقدمة على الطائرات.

ودعا على النقبي شركات الطيران الخاص العاملة بدولة الإمارات وبمنطقة الشرق الأوسط عموما للتركيز على تشغيل الطائرات الصغيرة ذات المراوح نظراً لانخفاض تكلفة تشغيلها وبالتالي يمكن تقديم خدمات الشركات بأسعار تناسب شرائح كبيرة وعدم اقتصارها على كبار الشخصيات وكبار رجال الأعمال.

التواصل والحوار

وأشار إلى أن اتحاد الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا يعد ممثلا رسميا لقطاع الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعضو في المجلس العالمي للطيران الخاص موضحا أن الاتحاد أسس عام 2006 كمؤسسة غير ربحية لتمثيل وحماية مصالح قطاع الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال وتوفير أفضل سبل التواصل حول القضايا المتعلقة بقطاع الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال بين مشغلي وموردي الطيران الخاص والحكومات المختلفة وكبار رجال الأعمال والإعلام وتتمثل الأهداف الرئيسية للاتحاد في تعزيز السلامة والأمن والكفاءة ورفع مستوى الوعي في أهمية قطاع الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال في المنطقة من خلال التواصل والحوار المستمر بين المعنيين بهذه الصناعة على كل الصعد.

تحقيق الأهداف

وذكر أن هذه الأهداف تتحقق من خلال التدريب والمحاضرات والمؤتمرات وتأسيس أطر للعمل وتوفير قاعدة بيانات خاصة بالقطاع وتشمل عضوية الاتحاد أكثر من 220 شركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث يقدم الاتحاد عدداً من المنتجات والخدمات لأعضائه بما في ذلك برنامج التأمين للطيران الخاص وطيران رجال الأعمال وإضافة إلى ذلك يقوم الاتحاد بتنظيم معرض الطيران الخاص في الشرق الأوسط الذي يصنف كثالث أكبر معرض للطيران الخاص وطيران رجال الأعمال في العالم.

إعادة هندسة سلسلة الإمداد العالمية

سلطت القمة العالمية لصناعة الطيران في دورتها الثانية على عدة مواضيع رئيسية أبرزها التحديات التي تواجه نمو التصنيع في صناعات الطيران والطيران التجاري والدفاع والفضاء وكيفية جعل الاستثمار في قطاعات الطيران والطيران التجاري والدفاع والفضاء محفزاً للتصنيع والقضايا الرئيسية لهذه الصناعات مثل تحسين هوامش الربح والتشجيع على الاستثمار وإعادة هندسة سلسلة الإمداد العالمية للقرن 21 والتنظيم الفعّال لهذه الصناعة وضمان وجود قوى عاملة مؤهلة.

ومن أبرز الموضوعات التي ناقشتها القمة كذلك الأهمية المتزايدة لدور المرأة في قطاعات صناعة الطيران والطيران التجاري والدفاع والفضاء حيث شارك في القمة مجموعة من أبرز الشخصيات النسائية في هذه الصناعات ناقشوا أهم القضايا والتطورات الملحّة.

وعقدت جلسة بعنوان "دور المرأة في قطاع صناعة الطيران" شارك فيها أكثر من 100 من كبار الشخصيات النسائية البارزة في هذا القطاع بهدف الاحتفال بالإنجازات وتسليط الضوء على قصص النجاح ومناقشة التحديات التي تواجه المرأة في هذا القطاع كما حضر الحدث عدد من الطالبات من الإمارات .

4 آلاف قائدة طائرات

ووفقاً لتقرير حديث يعمل ما يزيد على أربعة آلاف امرأة قائدات للطائرات بقطاع الطيران التجاري في جميع أنحاء العالم ومع أن هذه العدد مستمر في الازدياد إلا أنه لايزال ضئيلاً بالمقارنة مع أعداد الطيارين الذكور وتنطبق هذه المقارنة على كافة الميادين الأخرى المتصلة بهذا القطاع التي لايزال الذكور يهيمنون عليها على الرغم من وجود عدد من النساء الطيارات المهارات بالقطاع.

ويشير التقرير إلى أنه على الرغم من العدد المتزايد من الخريجات في التخصصات العلمية والهندسية لاتزال النسبة المئوية التي تستحوذ عليها النساء في قطاع صناعة الطيران منخفضة .

استكشاف الفضاء والسفر للمريخ



شارك الدكتور باز ألدرين رائد الفضاء الأميركي الشهير وأحد الرجال الأوائل الذين ساروا على سطح القمر كأحد المتحدثين الرئيسيين في القمة العالمية لصناعة الطيران بأبوظبي حيث ألقى كلمة أمام قادة صناعة الفضاء والطيران استعرض فيها جانباً من رؤيته الخاصة حول استكشاف الفضاء وخصوصاً المريخ .

وعرض ألدرين خلال كلمته رؤيته الخاصة حول المستقبل والمسار الذي يقترحه ليتمكن الإنسان من السفر إلى المريخ بحلول عام 2030 معرباً عن اعتقاده بأن أبناء كوكب الأرض سوف يحققون قفزات عملاقة في تاريخ البشرية عندما يتخذ القرار لنقل أبناء هذا الكوكب الذي تطور على مدى آلاف السنين نحو بداية تاريخية جديدة لاستيطان كوكب آخر.

وأكد أهمية التعاون وتشجيع المجتمع الدولي نحو القيام برحلات جديدة لاستكشاف واستيطان الفضاء معربا عن اعتقاده بأن رحلات الإنسان إلى المريخ قابلة للتحقيق إذا ما توفرت الشراكات المناسبة.



المصدر