المراقبة الجوية:
هي تنظيم حركة الطائرات في التنقل والحركة والسير متجاورين أو متعامدين فيما بينهما بمسافة قد تبعد بكثير أو تقترب بدرجة متقاربة بقليل دون أن تلامس بعضها إلاّ من خلال ذلك الاقتراب الجغرافي في حدود الزمان والمكان.
ويتحول"المراقب الجوي" في لحظة إلى "جراح ماهر" يرصد نبض "الطائرة" بنظرات عينيه الجادة التي لا تفارق الشاشة الإلكترونية ذات الزوايا المتقاربة والتي يتابع من خلالها أعداد كبيرة من الطائرات عبر دوائر مضيئة تتحرك أمامه ببطء، ولكنه بطء متسارع وكأنه يحاول بلغة الأرقام المعقدة فصل الطائرات المتوائمة في اتجاهاتها والمتباعدة في أحجامها ومسمياتها داخل غرفة عمليات جوية، تضخ التعليمات تارة لتوجيهها إلى الطريق الجوي الملائم لعبورها عبر خطوط جوية متعارف عليها دولياً، وتارة أخرى ليمد يد العون والمساعدة لها في حالات الطوارئ بمساندة الجهات المعنية، وذلك من خلال وسيلة اتصال مباشرة بقائد الطائرة الذي يتحرك بطائرته في الأجواء مستعيناً بالله ثم بثقته فيما يتلقاه من تعليمات تحاول الوصول به إلى مدرج الهبوط بأمان.
إن الحركة الملاحية لم تكن في بدايات عهد الطيران بكثافة ما نشهده اليوم من ازدحام في الأجواء فقد كانت وقتها
إجراءات عمليات الطيران تتم من قبل قائد الطائرة والمتنبئ بالأحوال الجوية، ولكن مع تطور السفر جواً في بداية العشرينات برزت الحاجة ملحة إلى تنظيم تلك الحركة الجوية من قبل جهة موحدة، مما استدعى التفكير في مهنة "المراقبة الجوية"، والتي بدأ معها ظهور كادر لا يقل عن أهمية الطيارين ، وهم "المراقبون الجويون" والذين يقع على عاتقهم تنظيم حركة الطائرات على الأرض و في السماء لمنع حدوث أي تصادم.