[Flying Way]

بناها الإمام سلطان بن سيف اليعربي عام 1649 للدفاع عن المنطقة والتصدي للمعتدين
تتميز بكبر حجمها وإشرافها علي واحة خضراء وغابة من النخيل وشبكة من الأفلاج تروي بساتينها
حصن نزوي شيده الإمام الصلت بن مالك الخرصوي قبل 1200 عام



استغرقت الرحلة من العاصمة مسقط إلي نزوي قرابة الساعتين قطعنا خلالها قرابة 140 كيلومترا في طريق معبد ومزود بإنارة.. عبر سلسلة جبال الحجر الغربي. فتلك المدينة حظيت بكافة الخدمات الحديثة، والتي تزخر بالعديد من المناطق السياحية الجميلة الطبيعية منها والتاريخية. كما تضم فلجا يعد من أهم الأفلاج في السلطنة إلا وهو فلج دارس الذي يمتد بطول 20 كيلومترا كان الهدف من زيارة الراية الأسبوعية إلي قلعة نزوي وحصنها التاريخي هو ان نضع بين يدي القاريء العزيز احد المعالم التاريخية التي تزخر بها سلطنة عمان كما حدثنا عنها المرشد السياحي يوسف الحضرمي، تجولنا معا في هذه القلعة التاريخية وحصنها العريق، اطلعنا علي كل قسم من أقسام القلعة والحصن، وتجولنا بعد ذلك في نزوي المدينة العريقة التي تضرب عروقها في أعماق التاريخ العماني وخرجنا منها بهذا التقرير.

قلعة نزوي العمانية تعتبر من أروع وأضخم المآثر الحضارية والتاريخية في سلطنة عمان موقعها وسط مدينة نزوي بناها الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي عام 1649 ميلادية (1059 هجرية) للدفاع عن المنطقة والتصدي للمعتدين علي امن البلاد. وتنفرد قلعة نزوي (العقر) من بين قلاع سلطنة عمان بكبر حجمها وإشرافها من علياء علي واحة خضراء وغابة من النخيل تروي بساتينها شبكة من الأفلاج.

استغرق بناء القلعة اثنتي عشر سنة وانفق الامام سلطان بن سيفعلي بنائها مما غنمه من احدي غزواته التاريخية المعروفة ب (ديو) حيث استولت قواته علي غنائم وثروات كبيرة.. وتقع ديو علي الساحل الهندي.

وقلعة نزوي عبارة عن مبني دائري كبير مبنية بالحجارة والجص العماني ( الصاروج) يبلغ ارتفاعها 115 قدما (24 متر) وقطرها 150 قدما (45) مترا وهي بمثابة منصة منبسطة السطح اقيمت علي قاعدة مردومة بحجارة علوها 15 متر ويقال 30 متر إلي باطن الارض مزودة بفتحات مدافع ويتم الصعود اللي القلعة عن طريق سلم ضيق علي شكل حرف (ح) حيث يوجد سبعة ابواب عند كل باب منعطف يطل علي هذه الابواب فتحات دفاعية (مساقط الماء والزيت والدبس الحار) وايضا لألقاء القذائف منها علي المهاجمين أو الاعداء.

كما يوجد تحت المنعطف بئر وامامه باب ذو متاريس فاذا افلت العدو من القذائف أو من الماء الحار أو الدبس المغلي (عسل النخل) التي تنهال من الفتحات في اعلي القلعة سقط في البئر، واذا نجا من الاثنين عاقته الابواب واذا افلت من منعطف تعذر عليه ذلك في المنعطف التالي.

وتتزود القلعة بحاجاتها من المياه من الآبار بداخلها عددها 12 بئرا، ومنصة القلعة الدائرية مزودة بفتحات للمدافع تضمن إطلاق النار علي 360 درجة كاملة وترتفع جدران المنصة إلي عشرة امتار وبها يتم استكمال المبني وتتيح له بذلك منطقة دائرية لتحرك الفرسان الذين يستطيعون اطلاق النيران من فتحات دفاعية.

وتمثل قلعة نزوي التطور في نمط القلاع بين عامي 1059 ه- 1090ه 1649م- 1679م القائم علي أساس البرج المدفعية، وهي قلعة حصينة ويمكن اعتبار قلعة نزوي معمارا انتجته حرب مدفعية الأبراج فاختلف بذلك عن معمار قلاع عمان السابقة عليها.... ولهذا يتميز بناؤها بانه أقصي درجة ممكنة من الصلابة، وذلك حتي يستطيع امتصاص وارتجاجات مختلف انواع المدفعية حين تنطلق، وقد تحقق ذلك بكونها كتلة ترابية رصينة، كما يوجد اليوم ثلاثة وعشرين مدفعاً، احدي هذه المدافع مدفع صنع في نزوي وعليه كتابة باللغة العربية وحفر فيه اسم الامام سلطان بن سيف. كما ان هناك مدفعا من مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الامريكية كان هدية لأول سفير عماني عام 1840م، ويوجد بهذه القلعة 480 مرمي للبنادق لرمي الاعداء ضد أي هجوم عليها ويوجد بها كذلك 240 سراجا للزينة علي مدار القلعة، ومائة وعشرون عقدا لوقوف الحرس المناوبين لحراسة القلعة والبلاد كما يوجد بها اربع وعشرون فتحة للمدافع الكبيرة وقد اسس بناؤها من قواعد صلبة بعمق ثلاثين مترا أي من فوق الماء الجوفي.

حصن نزوي

وعلي بعد خطوات من تلك القلعة يقع حصن نزوي الذي شيده الامام الصلت بن مالك الخروصي قبل 1200 عام والذي ظل صامدا امام عوامل الزمن ومازال معلما سياحيا وثقافيا مهما للاجيال القادمة.

فالحصن والقلعة بقيا مركزا للحكم ومقرا اداريا للولاية علي مر العصور يسكنهما الائمة والولاة اذ كانت نزوي عاصمة لعمان منذ ايام الامام الوارث بن كعب الخروصي (179 هجرية).

وتتكون مرافق الحصن من مرافق كثيرة منها سكن الامام وآخر لطلبة العلم وتسمي بغرف صحار وذلك لأن حكم الامام كان في صحار في فترة ما يقال ايضا مجي طلاب العلم من صحار وقد شملت التسمية الاربع غرف في حصن نزوي ومقر للضيوف الذين يأتون من اماكن بعيدة لزيارة الامام، وتوجد دورات مياه في كل قسم من الحصن كما يوجد بيت للامام والمسمي بغرفة (المعصرة) وذلك بسبب وجود معاصر قصب السكر كانت قريبة من بيت الامام وايضا غرف للعسكر والمرافق ومكتبة وغرف صنع القهوة وتحضيرها وغرفة نجد استراحة للخدم ونجد يعني الارض المرتفعة أو المكان المرتفع، ايضا غرفة الصلاة التي كان يجتمع فيها الامام بالناس (البرزة) وغرفة اخري متاحة للمحادثة للمواضيع السرية . ويوجد بالحصن مقر للجنود والمستودعات لتخزين المواد الغذائية (كان الاعتماد الاكبر علي التمر) وقسم للسجون وينقسم السجن الموجود في الحصن إلي جزئين اولهما للجرائم الكبيرة كالقتل..وهنا يصعب علي المسجون الهرب لثقل القيود والأصفاد التي تمنع حركة رجليه.. في حين تم تخصيص الجزء الآخر لمرتكبي الجرائم البسيطة كأسري الحرب وخلافات القبائل والسرقات والاختطاف والاعتداء. وفي الحصن 25 بئرا ارتوازية مازال 14 منها تفيض بالماء الزلال حتي يومنا هذا.

متحف نزوي
يخضع الحصن والقلعة حاليا إلي عمليات ترميم وتجديد ليحتضن بعد قرابة العامين متحفا سيطلق عليه اسم متحف نزوي ويتضمن نماذج من الصناعات الحرفية التي كانت ولا تزال تمارس في تلك المنطقة اضافة إلي معلومات تاريخية عن المدينة. كما سيتم انشاء مسرح لاقامة نشاطات ومهرجانات خاصة بالسلطنة.

اما نزوي نفسها فهي مدينة عريقة تضرب عروقها في اعماق التاريخ العماني وعرفت بأنها موطن للمعارف وموئل لكبار القادة وملاذ لرجال الفكر والعلماء والشعراء والأدباء .

وكانت نزوي تسمي مدينة العلم أو بيضة الاسلام (والبيضة تعني منطقة يكثر فيها العلماء والفقهاء) وانتقل الحكم اليها بعد أن كان في صحار. كما اشتهرت بالحرف اليدوية منها صناعة الحلي والأسلحة وأباريق القهوة (الدلة) التي يعتبر تصميمها شاهدا علي هويتها العمانية.

[شهاب الجزيرة]

شكرا لك كابتن على هذا التقرير

[الغيثي]

اقتباس:     المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Flying Way  

بناها الإمام سلطان بن سيف اليعربي عام 1649 للدفاع عن المنطقة والتصدي للمعتدين
تتميز بكبر حجمها وإشرافها علي واحة خضراء وغابة من النخيل وشبكة من الأفلاج تروي بساتينها
حصن نزوي شيده الإمام الصلت بن مالك الخرصوي قبل 1200 عام



استغرقت الرحلة من العاصمة مسقط إلي نزوي قرابة الساعتين قطعنا خلالها قرابة 140 كيلومترا في طريق معبد ومزود بإنارة.. عبر سلسلة جبال الحجر الغربي. فتلك المدينة حظيت بكافة الخدمات الحديثة، والتي تزخر بالعديد من المناطق السياحية الجميلة الطبيعية منها والتاريخية. كما تضم فلجا يعد من أهم الأفلاج في السلطنة إلا وهو فلج دارس الذي يمتد بطول 20 كيلومترا كان الهدف من زيارة الراية الأسبوعية إلي قلعة نزوي وحصنها التاريخي هو ان نضع بين يدي القاريء العزيز احد المعالم التاريخية التي تزخر بها سلطنة عمان كما حدثنا عنها المرشد السياحي يوسف الحضرمي، تجولنا معا في هذه القلعة التاريخية وحصنها العريق، اطلعنا علي كل قسم من أقسام القلعة والحصن، وتجولنا بعد ذلك في نزوي المدينة العريقة التي تضرب عروقها في أعماق التاريخ العماني وخرجنا منها بهذا التقرير.

قلعة نزوي العمانية تعتبر من أروع وأضخم المآثر الحضارية والتاريخية في سلطنة عمان موقعها وسط مدينة نزوي بناها الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي عام 1649 ميلادية (1059 هجرية) للدفاع عن المنطقة والتصدي للمعتدين علي امن البلاد. وتنفرد قلعة نزوي (العقر) من بين قلاع سلطنة عمان بكبر حجمها وإشرافها من علياء علي واحة خضراء وغابة من النخيل تروي بساتينها شبكة من الأفلاج.

استغرق بناء القلعة اثنتي عشر سنة وانفق الامام سلطان بن سيفعلي بنائها مما غنمه من احدي غزواته التاريخية المعروفة ب (ديو) حيث استولت قواته علي غنائم وثروات كبيرة.. وتقع ديو علي الساحل الهندي.

وقلعة نزوي عبارة عن مبني دائري كبير مبنية بالحجارة والجص العماني ( الصاروج) يبلغ ارتفاعها 115 قدما (24 متر) وقطرها 150 قدما (45) مترا وهي بمثابة منصة منبسطة السطح اقيمت علي قاعدة مردومة بحجارة علوها 15 متر ويقال 30 متر إلي باطن الارض مزودة بفتحات مدافع ويتم الصعود اللي القلعة عن طريق سلم ضيق علي شكل حرف (ح) حيث يوجد سبعة ابواب عند كل باب منعطف يطل علي هذه الابواب فتحات دفاعية (مساقط الماء والزيت والدبس الحار) وايضا لألقاء القذائف منها علي المهاجمين أو الاعداء.

كما يوجد تحت المنعطف بئر وامامه باب ذو متاريس فاذا افلت العدو من القذائف أو من الماء الحار أو الدبس المغلي (عسل النخل) التي تنهال من الفتحات في اعلي القلعة سقط في البئر، واذا نجا من الاثنين عاقته الابواب واذا افلت من منعطف تعذر عليه ذلك في المنعطف التالي.

وتتزود القلعة بحاجاتها من المياه من الآبار بداخلها عددها 12 بئرا، ومنصة القلعة الدائرية مزودة بفتحات للمدافع تضمن إطلاق النار علي 360 درجة كاملة وترتفع جدران المنصة إلي عشرة امتار وبها يتم استكمال المبني وتتيح له بذلك منطقة دائرية لتحرك الفرسان الذين يستطيعون اطلاق النيران من فتحات دفاعية.

وتمثل قلعة نزوي التطور في نمط القلاع بين عامي 1059 ه- 1090ه 1649م- 1679م القائم علي أساس البرج المدفعية، وهي قلعة حصينة ويمكن اعتبار قلعة نزوي معمارا انتجته حرب مدفعية الأبراج فاختلف بذلك عن معمار قلاع عمان السابقة عليها.... ولهذا يتميز بناؤها بانه أقصي درجة ممكنة من الصلابة، وذلك حتي يستطيع امتصاص وارتجاجات مختلف انواع المدفعية حين تنطلق، وقد تحقق ذلك بكونها كتلة ترابية رصينة، كما يوجد اليوم ثلاثة وعشرين مدفعاً، احدي هذه المدافع مدفع صنع في نزوي وعليه كتابة باللغة العربية وحفر فيه اسم الامام سلطان بن سيف. كما ان هناك مدفعا من مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الامريكية كان هدية لأول سفير عماني عام 1840م، ويوجد بهذه القلعة 480 مرمي للبنادق لرمي الاعداء ضد أي هجوم عليها ويوجد بها كذلك 240 سراجا للزينة علي مدار القلعة، ومائة وعشرون عقدا لوقوف الحرس المناوبين لحراسة القلعة والبلاد كما يوجد بها اربع وعشرون فتحة للمدافع الكبيرة وقد اسس بناؤها من قواعد صلبة بعمق ثلاثين مترا أي من فوق الماء الجوفي.

حصن نزوي

وعلي بعد خطوات من تلك القلعة يقع حصن نزوي الذي شيده الامام الصلت بن مالك الخروصي قبل 1200 عام والذي ظل صامدا امام عوامل الزمن ومازال معلما سياحيا وثقافيا مهما للاجيال القادمة.

فالحصن والقلعة بقيا مركزا للحكم ومقرا اداريا للولاية علي مر العصور يسكنهما الائمة والولاة اذ كانت نزوي عاصمة لعمان منذ ايام الامام الوارث بن كعب الخروصي (179 هجرية).

وتتكون مرافق الحصن من مرافق كثيرة منها سكن الامام وآخر لطلبة العلم وتسمي بغرف صحار وذلك لأن حكم الامام كان في صحار في فترة ما يقال ايضا مجي طلاب العلم من صحار وقد شملت التسمية الاربع غرف في حصن نزوي ومقر للضيوف الذين يأتون من اماكن بعيدة لزيارة الامام، وتوجد دورات مياه في كل قسم من الحصن كما يوجد بيت للامام والمسمي بغرفة (المعصرة) وذلك بسبب وجود معاصر قصب السكر كانت قريبة من بيت الامام وايضا غرف للعسكر والمرافق ومكتبة وغرف صنع القهوة وتحضيرها وغرفة نجد استراحة للخدم ونجد يعني الارض المرتفعة أو المكان المرتفع، ايضا غرفة الصلاة التي كان يجتمع فيها الامام بالناس (البرزة) وغرفة اخري متاحة للمحادثة للمواضيع السرية . ويوجد بالحصن مقر للجنود والمستودعات لتخزين المواد الغذائية (كان الاعتماد الاكبر علي التمر) وقسم للسجون وينقسم السجن الموجود في الحصن إلي جزئين اولهما للجرائم الكبيرة كالقتل..وهنا يصعب علي المسجون الهرب لثقل القيود والأصفاد التي تمنع حركة رجليه.. في حين تم تخصيص الجزء الآخر لمرتكبي الجرائم البسيطة كأسري الحرب وخلافات القبائل والسرقات والاختطاف والاعتداء. وفي الحصن 25 بئرا ارتوازية مازال 14 منها تفيض بالماء الزلال حتي يومنا هذا.

متحف نزوي
يخضع الحصن والقلعة حاليا إلي عمليات ترميم وتجديد ليحتضن بعد قرابة العامين متحفا سيطلق عليه اسم متحف نزوي ويتضمن نماذج من الصناعات الحرفية التي كانت ولا تزال تمارس في تلك المنطقة اضافة إلي معلومات تاريخية عن المدينة. كما سيتم انشاء مسرح لاقامة نشاطات ومهرجانات خاصة بالسلطنة.

اما نزوي نفسها فهي مدينة عريقة تضرب عروقها في اعماق التاريخ العماني وعرفت بأنها موطن للمعارف وموئل لكبار القادة وملاذ لرجال الفكر والعلماء والشعراء والأدباء .

وكانت نزوي تسمي مدينة العلم أو بيضة الاسلام (والبيضة تعني منطقة يكثر فيها العلماء والفقهاء) وانتقل الحكم اليها بعد أن كان في صحار. كما اشتهرت بالحرف اليدوية منها صناعة الحلي والأسلحة وأباريق القهوة (الدلة) التي يعتبر تصميمها شاهدا علي هويتها العمانية.

وما قلتلنا رايك عن سوق نزوى والجبل الاخضر والعيون الي في نوزى؟؟

أن زرت نزوى 9 مرات..

صراحه منطقه حلوه مررررره..

[ولد المقاتلات]

مشكور اخوي على الموضوع الجميل