المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
مشاركة [ 1 ] | ||||
|
||||
|
"البندقية" تنام بسلام في أحضان التاريخ والبحر
البندقية - يوسف سعد: بعد رحلة مباشرة امتدت 6 ساعات بين مطار دبي الدولي والبندقية، هبطت طائرة “طيران الإمارات” على أرض المدينة التاريخية التي اختلطت جدرانها بمياه البحر مشكلة لوحة فنية رائعة تجذب آلاف السائحين من كل بقاع الأرض لزيارتها وملامستها وقراءة ما فيها في محاولة لاكتشاف سر بقائها واحتضان البحر لها منذ العام 420 ميلادياً، وسر جاذبيتها التي أثارت فضول العالم، والتعرف الى ملامح صورتها المنعكسة على صفحة مياه البحر الادرياتي. “طيران الإمارات” نافذة جديدة تطل من خلالها البندقية على العالم قبل لحظة الهبوط ومع اقتراب الطائرة من سطح الأرض بدت البندقية التي تشكل بيوتها وأبنيتها مجموعة جزر متناثرة تربطها قوارب ومراكب متعددة الأغراض والأنواع والعصور، أشهرها (الجندول) الذي لا يعرف صوت ماكينات الدفع الحديثة، حيث ما زال قائده يعتمد على مجداف خشبي طويل لتسييره، وهو خاص برحلات التنزه وسط الأزقة والشوارع الضيقة، إلى جانب مجموعة من الحافلات المائية مختلفة الأحجام والتي ترسو على جنبات القنوات المائية في محطات معروفة يقصدها المتنزهون والزوار وأهل المدينة. وتخلو تلك المدينة من وسائل النقل البرية اللهم إلا في بعض الجزر الرئيسية التي تشطرها الشوارع المعبدة، غير أن تلك الوسائل محدودة النطاق، مثلها مثل القطار الوحيد الذي يربط البندقية بالمدن الإيطالية الأخرى، إلى جانب طريق يربطها بالمطار، لكنه ليس الطريق الرئيسي، فهناك محطة مائية أساسية لنقل الوفود من المطار إلى الفنادق مباشرة عبر “تاكسي مائي”. في مدينة يحتضنها البحر عليك أن تترك نفسك وعينيك تتخيلان عمق الدفء بين أبنية قديمة صامدة وتلك الشوارع والأزقة المائية، وأن تستوعب مقدار الفتنة التي تكسو ملامح البندقية، عليك أن تعيد النظر في كل ما قرأت عن المدينة، وكل ما شاهدت من مغامرات رومنسية دغدغت بها السينما العالمية مشاعر كل من اقبلوا على أفلام روائية تعكس وجهاً من حضارة فينسيا، عليك أن تطأ تلك الشوارع التي قطعها جيمس بوند في أحد وأهم أفلامه، وأن تجعل من نفسك رحالة لتكتشف المزيد من السحر، فشوارع البندقية وأزقتها تسلب قلبك كلما ابتعدت عنها. في البندقية كل البساطة، فكل الطرق المؤدية إليها سواء البرية أو المائية بسيطة، حتى بيوتها الحمر التي تكسوها الخضرة والزهور بسيطة، أبسط من ابتسامات أصحاب المحلات وهم يروجون لبضاعتهم وسط السائحين، ومن بشاشة وجه قائد الجندول الذي يصطحب الوافدين إلى مدينته في أزقة يصعب السير فيها إلا بهذه الوسيلة التي استيقظ أهل المدينة عليها قبل قرون ليجدوها منفذهم الوحيد إلى الخروج من البيت. حين يصحبك (الليموزين المائي) الذي توفره (طيران الإمارات) كخدمة خاصة للمسافرين على الدرجتين (الأولى والأعمال) إلى شوارع البندقية والى أشهر ميادينها عليك أن تسجل كل شيء وأن تلتقط للذكريات ما تمكنت من صور، فأنت تلامس التاريخ في عمق وفي دفء وفي حياة متجددة، وتداعب خاطرك حتى لا ينسى ما تلتقطه عيناك من مشاهد ومظاهر الفرح والبهجة والعزف الموسيقي الذي يتميز به اشهر ميادين البندقية والذي يحمل اسم القديس “سان ماركو”. وفي الميدان نفسه حيث يتلاصق العزف الموسيقي مع الأبنية القديمة بما فيها الكنائس، عليك أن تسجل السيمفونيات المعزوفة من مختلف الفرق الموسيقية أمام اشهر مقاهي العالم وهي تتلاقى في مقطوعة واحدة تشبه تناغم جدران البيوت والأبنية ومياه البحر. تحضك البندقية على أن تكتب جزءاً من التاريخ وفقاً لما لامسته وشاهدته، ولك أن تترجم كل المطبوعات التي تحكي تاريخها بما شعرت به، فكل زائر وهذا ما يقوله الزائرون يشعر لحظة وطأة قدمه لها أنه من أهلها القدامى أو من مؤسسيها أو هو في الأصل أحد ملامحها التي لم تغيرها ملوحة البحر. لم تكن هناك أي مطبوعات باللغة العربية عن البندقية وتاريخها، غير أن ريناتو موراندينا مسؤول التنشيط السياحي للمدينة قال ل”الخليج” إن رجل أعمال عربياً يعيش في روما وهو صاحب دار للنشر يهتم بهذا الأمر، ويعمل الآن على جمع كل ما يخص البندقية لترجمته إلى اللغة العربية، فيما أكد أنه يعول كثيراً على طيران الإمارات بعد إطلاقها لرحلات مباشرة بين دبي والبندقية في التسويق السياحي للمدينة، ولا سيما أنها الرحلات الأولى من نوعها في الشرق الأوسط والتي من شأنها ربط البندقية بقرابة 90 مدينة عالمية في آسيا وإفريقيا. ويقول ريناتو إن البندقية تأسست في العام 420 ميلادياً، وكان أول سكان لها من اللاجئين الذين زحفوا إليها من مناطق رومانية، وعرفت البندقية انتخاب أول زعيم لها العام ،697 وانضمت إلى ايطاليا رسمياً العام 1866. ويشير إلى أشهر معالمها السياحية وهو ميدان “سان ماركو” الذي يحتضن رفاته التي يروى أنه تم نقلها من الاسكندرية. وتأسست الكنيسة في القرن التاسع للاحتفاظ برفات القديس ماركو الذي يرقد هناك الى جوار قصر حاكم البندقية الذي أحرق مرات عدة في قرون متعاقبة إلى أن انتهى تشييده كاملاً بين القرنين الخامس العشر والتاسع عشر. ويوضح مسؤول التنشيط السياحي الذي اصطحبنا بجولة في المدينة أن ثمة 3 آلاف طريق في قلب المدينة التي تضم 400 جسر، والطرق أو القنوات المائية أو الشوارع باختلاف مسمياتها ضيقة وأكبر طريق أو قناة مائية هي المعروفة باسم “القناة الكبرى” ويبلغ طولها 4 كيلومترات، أما اشهر الجسور فهو “ريالتو” الذي يكتسب شهرته من كونه شيّد فوق تلك القناة، ولأنه يؤدي إلى أهم أسواق ومحلات البندقية. ويعتبر ريناتو أن “الجندول” واحد من أهم المعالم السياحية للبندقية ويصفه بالمركب المتميز، ووفقاً للإحصاءات الرسمية التي يذكرها شهد “الجندول” مراحل انقراض ربما لتوقف صناعته أو لإحلال المراكب والحافلات المائية السريعة بدلاً منه في كثير من الطرق والشوارع ولا سيما الرئيسية، فالجندول الذي يبلغ طوله 11 مترا وعرضه 120 سنتيمتراً ويشكل تكوينه 120 قطعة تمثل ثمانية أنواع من الخشب، مازال يعمل بالطريقة اليدوية ويستخدم قائده مجدافاً خشبياً طويلاً للإبحار عبر طرقات وشوارع ضيقة، وقد وصل عدده في العام الجاري إلى 400 جندول بعدما كان 14 ألفا في القرن الثامن عشر. وتمكنا خلال نزهة استقللنا خلالها “الجندول” من مشاهدة آثار الاحتضان التاريخي للمدينة من قبل البحر الادرياتي، وقد غمرت المياه الطوابق الأرضية لجميع البنايات، وبدا التآكل شديداً في كثير من الجدران التي بقيت صامدة وشاهدة على سنوات ممتدة لعمر المدينة، خلال الإبحار نفسه لاحظنا وجود جدران متصدعة لكنها تحتفظ بملامح من التاريخ القديم بشموخها. لم يقف تأثير احتضان البحر الادرياتي لشوارع المدينة عند حد انقراض “الجندول” (أشهر المعالم)، إذ امتدت الآثار إلى السكان، ووفق ما يطلعنا عليه ريناتو لقد تقلص العدد من 300 ألف في العام 1950 إلى نحو 150 ألف في عام ،1972 إلى أن أصبح في العام الجاري خلال 60 ألفاً فقط. لا يربط مسؤول تنشيط السياحة في البندقية التاريخية تقلص عدد سكان المدينة وغرق الطوابق الأرضية للبنايات، ويشير إلى أن السكان انتقلوا من الطوابق الأرضية إلى الأعلى مع ارتفاع منسوب مياه البحر، وأن السبب الأساسي لتقلص العدد يعود إلى عدم وجود فرص عمل بالشكل الكافي، حيث تقوم المدينة على الخدمة السياحية وهي محدودة في الفنادق والمقاهي والمزارات السياحية والمحلات والقوارب وغيرها من الحافلات المائية، وليس هناك أية صناعة سوى صناعة الزجاج، وهذه الصناعة على وجه التحديد مغلقة على عدد من العائلات التي تحتفظ بأسرارها، أي أن فرص العمل خارج نطاق السياحة معدومة. ويضيف سبباً آخر وهو ارتفاع تكلفة الإيجارات وقيمة التمليك في بنايات المدينة المحدود أقصاها بخمسة طوابق، حيث يتراوح سعر المتر المربع في فينسيا بين 600 و15 ألف يورو، وهو سعر غاية في الارتفاع لأهمية البندقية سياحياً، ما جعل كثيراً من السكان ينتقلون إلى مدن أخرى مع ارتفاع مستوى المعيشة الذي يعد سبباً ثالثاً لانخفاض عدد السكان. |
|||
مشاركة [ 2 ] | ||||
|
||||
|
يعطيك العافية على الموضوع
وصراحة جميل جدا |
|||
مشاركة [ 3 ] | |||
|
|||
B737 Captain
|
مشكوووووووووووووووووووووور اخوي
|
||
مشاركة [ 4 ] | ||||
|
||||
|
مشكور ويعطيك العافية
|
|||
إضافة رد |
اوروبا - Europe |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | المنتدى | |||
إيقاف عملية الاكتتاب في أسهم مجموعة الطيار للسفر | اعمال الطيران - Air Ambulance & Flying Business | |||
قائد حملة معارضة بناء المآذن في سويسرا يشهر إسلامه.. ويعتزم بناء مزيد من المساجد | القسم العام | |||
ولي العهد يأمر بإعادة بناء «طيران الخليج» وحماية موظفيها | المقالات الصحفية Rumours &News | |||
طائرة يقودها طيار اعمى تهبط بسلام | المقالات الصحفية Rumours &News | |||
بتكلفة 300 مليون دولار شركة في دبي تتولى إعادة بناء مطار النجف | المقالات الصحفية Rumours &News |